من أجل استكشاف أجواء الكوكب الأحمر، انطلق مسبار الأمل الإماراتي، في رحلة تاريخية إلى المريخ هي الأولى لدولة عربية، حاملا أدوات لدراسة الغلاف الجوي العلوي، ومراقبة تغير المناخ على كوكب المريخ، ومن المقرر أن يدور حول الكوكب الأحمر لمدة عامين على الأقل.
وسيجتاز المسبار مسافة 493 مليون كيلومتر يستمد خلالها الطاقة من ألواح شمسية، ويحدد موقعه واتجاهاته عبر جهاز تعقب النجوم، ويتولى قيادة التجهيزات والاختبارات فريق عمل "مسبار الأمل" المكون من كوادر إماراتية شابة، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعلميين لـمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وهناك العديد من المركبات التي تسعى لاكتشاف الكوكب الأحمر، ففي فبراير الماضي، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه بعد عام تقريبا، من المنتظر أن تصل مركبة فضاء أمريكية إلى محيط كوكب المريخ قبيل الهبوط على سطحه للبحث عن إجابات لعدد من الأسئلة المهمة.

ومع أن المركبة الجديدة، وهي تُعرف بـ"المريخ 2020" (ومن المقرر الإعلان عن اسم جديد لها)، تشبه "كيوريوسيتي 2012" التي هبطت على سطح المريخ عام 2012، ستركز مهمتها على قضية رئيسية، وهي الإجابة على سؤال جوهري: هل هناك أو كانت هناك حياة على الكوكب الأحمر؟
واهتمت عمليات استكشاف أخيرة بتوصيف "إمكانية الحياة" على كوكب المريخ. ففي مهمّات سابقة، ركز البحث على تحديد ما إذا كانت الظروف السابقة قد ساعدت على ظهور حياة، لكن مهمة مركبة "المريخ 2020" تبحث بالأساس عن أي أثر للحياة.

أستاذ بحوث فلكية يوضح سبب اختيار كوكب المريخ للدراسة
وفسر الدكتور أشرف تادرس، أستاذ البحوث الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أسباب دراسة كوكب المريخ، موضحا أن الكواكب الصخرية هي عطارد والزهرة والأرض والمريخ فقط، أما الكواكب الأخرى فهي غازية - ثلجية، وهي المشترى وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو؛ لذلك يُعتبر المريخ الجرم السماوي الثاني بعد القمر الذي تتسابق الدول لاكتشافه والوصول إليه، وهو الكوكب الصخري الثاني بعد الأرض الذي يمكن الوقوف عليه والحياة فيه (تحت ظروف معينة).
وأضاف تادرس، خلال حديثه مع "الوطن"، أن كوكب الزهرة هو أسخن الكواكب على الإطلاق ويسمونه جحيم المجموعة الشمسية لشدة الاحتباس الحراري فيه، أما عطارد فهو قريب جدا من الشمس وسرعته في مداره تجعل يومه أطول من سنته.
وعليه، فإن كوكب المريخ هو أمل البشرية لمحاولة العيش عليه أو تكوين أول خلية لمجتمع بشري هناك، ولكن السفر إلى المريخ يحتاج سبعة أشهر تقريبا والرحلة إليه هي رحلة ذهاب فقط بلا عودة، يقطع فيها الإنسان مسافة 493 مليون كم ، لذلك لا بد من اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة التي توصل إليها العلم لضمان السلامة أو على الأقل لضمان الحياة لأطول فترة ممكنة.
ولفت أستاذ البحوث الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إلى أن هناك سباق بين الدول لسبر أغوار المريخ مثل الولايات المتحدة وروسيا ووكالة الفضاء الأوروبية والهند، والصين.

وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن كوكب المريخ يتميز بأجواء رقيقة وجافة، مؤكدة عام 2015 أن العلماء يرون أنه لم يكن دائما على هذا النحو، وإنما حدث أمر ما في الماضي على الكوكب الأحمر تسبب في فقدانه لغلافه الجوي.
ووقتها، أوضحت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أن كوكب المريخ أخف بنحو 99% من ما هو على كوكب الأرض، وهذه الأجواء الرقيقة هي العامل الحاسم في درجات الحرارة القصوى للكوكب، والتي تجعل منه غير قابل للعيش، لذا يعتقد العلماء أن الجو على سطح المريخ قبل 3.5 مليار سنة كان أكثر سماكة، بشكل أقرب للجو على كوكب الأرض.
تعليقات الفيسبوك