صراع نفسي يعيشه فاقدو حاستي الشم والتذوق، أملا في العودة لحياتهما الطبيعية في أسرع وقت، المدة التي قد تطول أو تقتصر، بلا سبب منطقي أو معرفة مسبقة، فالقدر والنصيب والحالة الصحية تلعب أدوارا أساسية في التعافى.
يومان فقط فقد خلالهما سليمان عبد المجيد، مدرس، حاستي الشم والتذوق، المدة التى تعتبر قصيرة للغاية مقارنة بأقرانه من مصابى فيروس "كورونا": "رابع يوم الإصابة بفيروس كورونا، فوجئت إنى مش بستطعم الأكل. كنت عارف مسبقا إن فقدان الحاستين من أعراض الإصابة، وفرحت وقتها، لأن أطباء أكدوا إن فقدانها يشير إلى أن الفيروس من سلالة ضعيفة".
محاولات مكثفة أجراها "سليمان" للتعافى سريعاً، لكنه لم يتوقع مطلقا أن أمنيته ستتحقق: "دخلت على برطمان القرنفل، واتفاجئت إني مش بشم نهائى بنسبه 100%، أخدت أدويتى وفضلت على نفس الحال يومين بالظبط، وفى اليوم التالت لقيت نفسي بشم بنسبة توصل لـ 40%، ومع مرور الأيام النسبة زادت".
فى المقابل تجاوزت مدة فقدان الدكتور ماريو حمدى، أخصائى العلاج الطبيعى بمستشفى أم المصريين شهرين ونصف الشهر، ولم يستردهما إلى الآن بنسبة 100%.
يمزح الطبيب ويسأل زميله: "تفتكر آكل إيه النهاردة؟"، فيرد عليه بابتسامة: "يفرق معاك؟ ما كل الأكل واحد"، يشرد "ماريو" بذهنه ويتذكر بداية الإصابة: "فى نهاية شهر رمضان شعرت بأعراض الفيروس، متمثلة فى ارتفاع شديد فى درجة الحرارة، صداع، عدم القدرة على تحريك العينين، إسهال شديد"، إلى هذا الحد كان يظن أنها نزلة برد أو جيوب أنفية، لكن بفقدانه حاستى الشم والتذوق تأكد من إصابته بالعدوى، وخضع للعزل المنزلى لمدة 16 يوما، لكن للأسف كانت العدوى طالت زميلين له بعد مخالطته.
عاد "ماريو" إلى عمله، ومنتدبا حاليا في عيادة حالات الاشتباه بفيروس "كورونا" بمستشفى "أم المصريين"، ورغم أنه لم يكن مدخنا، يشعر بمتعة كبيرة حيث يشم دخان السجائر، بل ويتتبع الأدخنة المتصاعدة من محلات شى اللحوم، ويتعمد تناول المشروبات الساخنة، ليطمئن على نفسه، ويرى إلى أى مدى استرد حاستيه.
تعليقات الفيسبوك