جانب من الأفيال التي نفقت
لم يسترح العالم بعد من أثار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والذي لا يزال يحصد في الأرواح حتى ظهرت مخاوف جديدة لدى العلماء من ظهور فيروس غامض قد يتنقل من الأفيال إلى البشر.
وقال الدكتور نيال ماكان، مدير الإنقاذ بالحديقة الوطنية في بتسوانا، إن أكثر من 350 فيلًا من مختلف الأعمار والجنس نقفوا لأسباب غير معروفة مع صور جوية تظهر جثثهم منتشرة عبر دلتا أوكافانغو والأجزاء الشمالية الأخرى من البلاد، ويخشى العلماء أن يكون هناك فيروس غامض وراء وفاتهم وقد ينتشر إلى البشر.


فيروس غامض قد ينتقل من الأفيال للبشر
يعتقد الخبراء الآن أن العامل الممرض الذي تسبب في وفاة الأفيال (لم يعرف بعد)، قد ينتشر إلى البشر مسببا وباء جديدا.


وذكر " ماكان"، أنه لم يكن هناك جفاف في المنطقة، كما تم استبعاد الصيد الجائر والجمرة الخبيثة كأسباب محتملة للوفاة، لكن السموم الأخرى - مثل السيانيد - يمكن أن تكون تكون سببا مرجحا للوفاة، "من المهم للغاية استبعاد احتمال حدوث انتقال مرض من الأفيال للناس، من المحتمل أيضًا أن تكون أزمة صحية عامة، ولتحديد ذلك يجب أخذ عينات من البيئة بأكملها - النباتات والمياه والتربة".
وتم إرسال أجزاء من جثث الفيلة إلى زيمبابوي كعينات في محاولة لمعرفة المزيد حول ما يقتل المخلوقات، ستأتي مجموعة أخرى من نتائج الاختبار أيضًا من جنوب أفريقيا، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.


وتم الإبلاغ عن أول حالة وفاة غير عادية في مايو الماضي، عندما توفي 169 فيلًا في فترة قصيرة في دلتا أوكافانغو، وهي موطن الحياة البرية، وقد تضاعف هذا العدد تقريبًا بحلول منتصف يونيو، حيث حدثت 70%، من الوفيات حول فتحات المياه، وفقًا لمصادر محلية.
وأفاد السكان المحليون في المنطقة برؤية الأفيال تمشي في دوائر مما يشير إلى أنها قد أصيبت بإعاقة عصبية إما بسبب عامل مُمْرِض أو سم.
من جانبه، قال الدكتور سيريل تاولو، القائم بأعمال مدير إدارة الحياة البرية والحدائق الوطنية في بوتسوانا: "نحن على علم بالفيلة التي تموت، ومن بين 350 حيوانًا أكدنا 280 من هذه الحيوانات، ما زلنا بصدد تأكيد البقية".
سبب اعتقاد وجود فيروس غامض
وتسبب عدم وجود النسور على الجثث أيضًا، اعتقاد السكان المحليين أن شيئا خارج الظاهرة الطبيعية كان سبب الوفاة، وعلى الرغم من انخفاض إجمالي عدد الفيلة في أفريقيا بسبب الصيد غير المشروع، إلا أن أعداد بوتسوانا في تزايد.
ولا تزال قيود السفر مفروضة على البلاد في ظل انتشار كورونا المستجد ، ما يعني أن هناك سببا أخر للوفاة غير الصيد الجائر والذي تم السيطرة عليه بشكل كبير.
ويعيش في الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي ثلث أفيال القارة، وقد زاد عدد سكانها من 80.000 إلى 130.000 بسبب الاحتياطيات المدارة بشكل جيد، كما يوجد حوالي 15000 فيل في دلتا أوكافانغو، ويعتقد أن جذب السياح إلى الحياة البرية للبلاد يحقق حوالي 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
طبيب فيروسات: الأمر لا يزال قيد الدراسة
وعن احتمالية وجود فيروس جديد قد يتنقل من الأفيال إلى البشر، أوضح الدكتور محمد عز العرب أخصائي الفيروسات، أن الأمر لا يزال قيد الدراسة وبحسب الخبر فقد تم إرسال عينات من جثث الأفيال لفحصها فقد يكون الأمر مجرد تسمم من مادة السيانيد الموجودة في التربة والتي تعد مصدر المياه لها، الأفيال قد تكون من الحيوانات الناقلة للأمراض للإنسان أو تتسبب في انتقال فيروس أو بكتريا أو طفيليات إلى البشر فيما يعرف باسم "zoonosis".
وأشار "عز العرب" في حديثه لـ"الوطن"، إلى أن الوفاة قد تكون نتيجة فيروس ما نتيجة لوفاة الكثير من الأفيال في وجود أي انتشار مرض بينهم، أو التسمم حسبما رجحت الصحيفة البريطانية، ولابد من متابعة الموقف وتسريع نتيجة عينات الفحص، لأن نسبة الوفاة كبيرة ومقلة، كما يجب أن تكون نتيجة البحث موثقة من قبل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض ومكافحتها في العالم، لأن تلك هي الجهات الوحيدة المنظطة بإعلان وجود وباء أو مرض أو فيروس جديد مثلما حدث مع "كوفيد 19".
وممكن الممكن أن تكون هناك أمراض تنقلها الأفيال إلى البشر، حيث وجد الباحثون من قبل حالات إصابة بنوع من أنواع الدرن(التهاب بكتيري) بين البشر انتقلت إليهم من الأفيال، وهناك أيضا بعض الفطريات والأمراض البكتيرية التي نقلتها الأفيال من الإنسان.
تعليقات الفيسبوك