تصدرت دولة الصين مؤخرا، عناوين الأخبار ووسائل الإعلام بجميع أنحاء العالم بعدما كانت السبب في انتشار جائحة كورونا بالعالم، بالإضافة إلى ظهور العديد من الفيروسات بها، في وقت يحاول فيه الجميع التخلص من وباء كورونا واستعادة الحياة الطبيعية دون الاضطرار للبس كمامة أو التعقيم المستمر مثلما يحدث الآن.
واحتلت الصين الصدارة في عدد الفيروسات التي ظهرت لديها مؤخرا، ومنها كورونا "كوفيد 19"، أنفلونزا الطيور، سلالة جديدة من أنفلونزا الخنازير، فيروس هانتا، وآخرها والذي يمكن أن يشكل كارثة حقيقية بحسب رأي الكثيرين، كان الطاعون الدبلي.
الأوبئة المتتالية التي تصدرها الصين للعالم، أثارت تساؤلات لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن سر ظهورها في الصين تحديدا، وهو الأمر الذي أجاب عليه الدكتور شريف حتة، أستاذ الفيروسات والطب الوقائي.
أكل الحيوانات البرية
شرح "حتة" في حديثه لـ"الوطن"، أن الصينيين يأكلون الحيوانات البرية مثل الثعابين والخفافيش والخنازير والفئران، والتي تكون حاملة للعديد من الأمراض والفيروسات، ما يتسبب في حدوث عدوى فيروسية تنتقل من شخص إلى آخر.
وأكد أنه عندما يأكل الشخص حيوانا حاملا للعدوى أو مصابا بفيروس ما، ينتج عن ذلك أمراض تحدث نتيجة خليط ما بين الفيروس داخل الحيوان وجينات الإنسان، ما يتسبب في نشأة فيروس جديد أو غريب ينتقل بين الأشخاص.
البراغيث عامل رئيسي في نقل الأمراض
ويقول طبيب الأوبئة، إن الفئران وبعض أنواع الأرانب تحمل بكتيريا تعرف باسم "Yersinia pestis"، وهي بكتريا لا هوائية تصيب دماء الفئران وتنتقل إلى البشر من خلال البراغيث التي تنقلها من الفئران إلى الإنسان، وهناك نوع معين من أنواع البرغيث يعرف باسم "Xenopsylla cheopis" أو براغيث الفئران الشرقية، هي المسئولة عن إصابة البشر بالطاعون، حيث تلدغ الفئران ثم تمتص دمائها وبعد ذلك تقرص الشخص وتنقل له المرض.
وذكر أستاذ الفيروسات أنه قد يصاب الإنسان بالطاعون أو العدوى من الفئران بشكل عام من خلال الاحتكاك بالحيوان نفسه مثل أكله، أو تواجد الفئران في مكان عمله أو منزله، أو يحتك بإفرازات من ذلك الحيوان، وهو الأمر الذي يفسر سر انطلاق الفيروسات الأوبئة والفيروسات من الصين بسبب البيئة نفسها التي يعشون بها ونظامهم الغذائي الذي يفرض عليهم أكل الحيوانات البرية بأنواعها المختلفة مثل الصراصير والجراد والفئران والخفافيش.
ما سر انتشار الفيروسات في الصين مؤخرا؟
وهناك عدة أسباب قد تكون الدافع وراء انتشار الفيروسات في الفترة الحالية بعد كورونا، بحسب الدكتور شريف حتة، مثل التغير في عاداتهم الغذائية والبيئية، أو التغير في التركيبة الجينية للفيروسات والتي ما إن ظهرت واختلطت بدماء وجينات الإنسان نتج عنها فيروس جديد أو سلالة من أحد الفيروسات، مشيرا إلى أن حوالي كل 100 عام يحدث وباء جديد بسبب تغيير في فسيولوجية الفيروس وتركيبته الجينية وتحوره، بالإضافة لتعرضها لظروف بيئية مختلفة.
تعليقات الفيسبوك