مر حتى الآن 6 أشهر تقريبًا منذ ظهور فيروس كورونا التاجي المستجد في العالم، وما يقرب من 4 أشهر منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أنه صار جائحة، ومع نمو عدد الأشخاص المصابين به، تزداد معرفة العلماء بكيفية انتشاره، وكيف يؤثر على الجسم، ونطاق الأعراض التي يسببها.
واستعرض موقع "sciencealert" العلمي المتخصص، في تقرير، بعض الأشياء غير العادية التي اكتشفها العلماء عن فيروس كورونا التاجي المستجد، منذ بداية ظهوره وحتى الآن.
كورونا يؤثر على كيفية تجلط الدم
ترتبط العديد من الأمراض الالتهابية بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم، ويرتبط كوفيد-19 ارتباطًا وثيقًا بجلطات الدم أكثر من العديد من الالتهابات الأخرى.
مرضى كوفيد-19 المصابون بأمراض خطيرة ودخلوا وحدات العناية المركزة (ICU) معرضون بشكل خاص لخطر تجلط الدم، ووجدت إحدى الدراسات أن 49 % من المرضى أصيبوا بشكل رئيسي بجلطات في الرئتين، ووجدت دراسات أخرى أن من 20 إلى 30 % من مرضى كورونا المصابين بأمراض خطيرة لديهم جلطات دموية، وهذه المعدلات أعلى بكثير مما نتوقع رؤيته في المرضى الموجودين في وحدات العناية المركزة لأسباب أخرى.
ومما يثير القلق أن الجلطات تحدث في مرضى كوفيد-19 على الرغم من استخدام تدابير وقائية قياسية مثل أدوية ترقق الدم.
كورونا يسبب فقدان حاسة الشم
يعلم الأطباء الآن أن كوفيد-19، مثل أي عدوى فيروسية أخرى، يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم، أو فقدان حاسة الشم، وفي إحدى الدراسات، استنتج العلماء أن كثيرا من مرضى كورونا الذي يعانون من أحد أشكاله الخفيفة يقولون إنهم فقدوا حاسة الشم فجأة، قبل استعادتها.
وأضيف فقدان حاسة الشم إلى قائمة أعراض كوفيد-19 المحتملة، ولكن الغريب يكمن في أن أي شخص مصاب بنزلة برد منتظمة يعرف أن احتقان الأنف يمكن أن يؤثر على حاسة الشم لديه، لكن كوفيد-19 مختلف، لأنه يمكن أن يسبب فقدان حاسة الشم دون سيلان أو انسداد الأنف.
ويفسر العلماء هذا الأمر بأنه ربما يلتصق الفيروس بالمستقبلات في بطانة الأنف قبل دخول الخلايا، فمستقبلات ACE2 هي بوابة دخول الفيروس إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الرئتان.
كورونا يمكن أن يسبب مرضا التهابيا خطير عند الأطفال
سمة أخرى غير عادية لدى كورونا هي أن قليلا من الأطفال أصيبوا به مقارنة بالعديد من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، ومع ذلك، لاحظ الأطباء في أوروبا والمملكة المتحدة ، الذين تعاملوا مع أعداد كبيرة من مصابي كوفيد-19 من الأطفال، حالة التهابية غير عادية ولكنها خطيرة لدى هؤلاء الأطفال المصابين بالفيروس، ويُعرف هذا باسم "متلازمة الالتهابات المتعددة في الأطفال" أو MIS-C.
في دراسات من المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا، وجدت أنه من المحتمل أن يكون معظم الأطفال المصابين بهذه الحالة الخطيرة أصيبوا بـ كوفيد-19 أولا، وتختلف الأعراض، ولكن الأعراض الرئيسية تشمل الحمى والطفح الجلدي وأعراض الأمعاء (القيء وآلام البطن والإسهال)، ويمكن أن يعاني بعض الأطفال من مضاعفات في القلب، وتشبه هذه الأعراض بشكل عام الحالات الأخرى مثل مرض كاواساكي ومتلازمة الصدمة السامة.
ويعتقد الباحثون أن فيروس كورونا نفسه ليس هو المسؤول عن MIS-C، واستنتجوا أن استجابة الجسم المناعية للفيروس هي السبب.
كورونا يمكن أن ينتقل من البشر إلى الحيوانات ويعود مرة أخرى
في بداية الوباء، اعتقد العلماء أن كورونا نشأ من الحيوانات قبل أن ينتشر في البشر، ومع ذلك لم يكونوا متأكدين مما إذا كان الفيروس يمكن أن ينتقل مرة أخرى إلى الحيوانات أم لا، أو هل يمكنه أن يصيب الحيوانات الأليفة أصلا أم لا.
وبعد فترة توصول الخبراء إلى أن البشر يمكنهم نقل عدوى فيروس كورونا المستجد إلى الحيوانات الأليفة أو البرية، مثل الكلاب والقطط وحتى النمور، ففي هولندا، رُصدت حالات إصابة بـ كوفيد-19 في العديد من مزارع المنك، ثم رد أحد حيوانات المنك المصابة العدو إلى شخصين.
تعليقات الفيسبوك