أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، منصة للموضوعات التي تثير الجدل، خاصة الدينية، وكان من تلك الموضوعات، منشورات تداولها الكثيرون، عن اقتراب نهاية العالم، وأن وباء فيروس كورونا هو علامة على قيام الساعة، وغيرها من الأحاديث الأخرى، التي تتسيب في حالة من الفزع لدى الأخرون، والذين لا يعرفون ما إذا كانت تلك الأنباء صحيحة، أم هي مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة.
وفيما يلي مسائل دينية، أثارت الجدل مؤخرا بانتشارها على السوشيال ميديا:
-ارتباط كورونا بنهاية العالم وقيام الساعة
نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تقريرا عن علامات الساعة، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أكد فيه أن نهاية العالم غيب لا يعلمه إلا الله، والساعة تأتي الناس بغتة.
وقال المركز، إنهم يتابعون ما يثار بين الحين والآخر، من أن قيام الساعة أو نهاية العالم يوم كذا، أو يوم كذا.. أو نحو ذلك من الشائعات والإطلاقات التي تخالف كتاب الله عز وجل وما صح من سنة سيدنا رسول الله ﷺ، وقال الله عز وجل: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً"، وقال أيضا: "إليه يرد علم الساعة".
وأوضح الشيخ الأزهري أحمد مدكور لـ"الوطن"، أن علامات الساعة الصغرى والكبرى عددها عند الله، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية عن علامات الساعة، ولكن الله سبحانه وتعالى والنبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يذكرا عددا لعلامات يوم القيامة.
وقال "مدكور" إن هناك العديد من علامات القيامة الصغرى وهي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، موته، ظهور الفتن وكثرتها، ضياع الأمانة، قبض العلم، ظهور الجهل، انتشار الزنا، الربا، كثرة القتل، وقوع الزلازل، كثرة الأموال، ظهور مدعي النبوة، ظهور الكاسيات العاريات، وهناك علامات كثيرة أخرى اختلف فيها جمهور الفقهاء والعلماء ويبقى عددها عند الله.
وأما عن علامات القيامة الكبرى، فقال الشيخ الأزهري أنه "روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ : إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ".
وأوضح الشيخ "عبدالحميد الأطرش" الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، ان ما يشاع عن ارتباط وباء كورونا بقيام الساعة، فذلك أمرا غير صحيح، وإنما الأمراض هي جند من جنود الله ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى وقيام الساعة أمرا أخفاه الله لكي يتعبد المؤمنون ويتوبوا.
والمرض كفارة للذنوب سواء كان بفيروس كورونا أو أي مرض آخر، وأخر ما للإنسان في الحياة الدنيا، هو صلاة الجنازة ويدعو المصلون للمتوفى قائلين "اللهم اغفر له وأرحمه"، والنبي بيّن أن من صلى عليه أربعون فردا غفر الله له، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ مَاتَ لَهُ ابْنٌ بِعُسْفَانَ، أَوْ بِقُدَيْدٍ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ فَخَرَجَ فَإِذَا النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ".
وحذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من الانسياق خلف الشائعات والخرافات التي تخالف العقل والنقل، ويهيب بأبناء الشعب المصري وجميع الشعوب أن ينشغلوا بما يخدم أوطانهم، وينفعهم في دنياهم وأخراهم.وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد، والحمد لله رب العالمين.
- حديث نبوي باختفاء كورونا مع ظهور نجم الثريا
"ما طلع نجم الثريا صباحا قط وقوم بهم عاهة إلا ورفعت عنهم أو خفت".. مضمون حديث منسوب للنبي انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تحدث عن انتهاء فيروس كورونا المستجد في يوم 19 رمضان الماضي، والذي يتوافق مع ظهور نجم الثريا ضمن كوكبة الثور.

وسارع الكثيرون لمشاركة المنشور، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر في حديث أنه إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة عن كل بلدة، وهو الأمر الذي رد عليه الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية.
أزهريون: اختفاء وباء كورونا وربطه بحديث نبوي غير صحيح
وأوضح الدكتور عبدالله في حديثه لـ"الوطن"، أن كل ما قيل عن اختفاء وباء كورونا في الأيام القادمة وربطه بحديث نبوي، هو أمر لا أساس له من الصحة، إذ إنه لا بد من الأخذ بالأسباب، وأن الله سبحانه وتعالى، جعل لكل شيء سببا، وأن الوباء له حكمة لا يعلمها إلا سبحانه، ولا ينبغي الانسياق وراء أقاويل نشرها بعض الجهلة الذين يلعبون يعقول الناس وهدفهم شغل الناس عن عبادة الله الصحيحة وذكره.
وعن صحة الحديث المتداول، فذلك الحديث غير صحيح وإنما الصحيح هو "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة"، وأن الحديث عن المعاملات وكيفية التجارة.
وذكر "عبدالله" أن الرسول صلى الله عليه وسلم، نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، أي أن الشخص يجب أن لا يبع ثمار أو فاكهة وهي الشجر أو في الأرض قبل أن تنضج وتكون صالحة للأكل أي قبل موعدها، لأنه قد تأتي جائحة ما تهلك الثمار، ما يجعل الشخص وكأنه غرر بالآخرين الذين تعاقد معهم، والشرع نهى عن التغرير، لأن ذلك يقود للمشاحنات والخلافات وذلك منافي للشريعة الإسلامية.
وحذر من أن الناس لابد ألا تنساق وراء تلك الأقاويل الكاذبة وتحري أهل العلم، وأن الجهلة الأخرين الذين ينشرون هذه الأحاديث المغلوطة هدفهم شغل الناس عن الله فقط.
فيما ذكر الشيخ الأزهري أحمد مدكور، أن ما يظن البعض عن ظهور نجم الثريا ورفع الجائحة يوم 19 رمضان، وأن الحديث المتداول عن إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة، فهو حديث ضعيف ولا أساس له من الصحة ومكذوب عن النبي، ولم يرد عن رسول الله، وإنما ذكر الرسول الكريم العاهة في أمر معين.
معهد البحوث الفلكية: لا يوجد نجم باسم "الثريا"
أوضح الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية، أنه ليس هناك نجم باسم الثريا، ولكن هناك حشد نجمي أو عنقود نجمي باسم الثريا Pleiades أو ما نسميه الشقيقات السبع وهو حشد نجمي من النوع المفتوح يقع في كوكبة الثور وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء على الإطلاق.
ويحتوي هذا الحشد على عدد كبير جدا من النجوم ولكن يُمكن رؤية 7 نجوم منها فقط بالعين المجردة ، لذلك سُميت بالأخوات السبعة.
وأكد "تادرس" أنه يوجد هذا الحشد هذه الأيام صباحا في السماء لذلك لا نستطيع رؤيته، وسيشرق هذا الحشد مع شروق الشمس تماما (أي لا نستطيع رؤيته أيضا) في حوالي الخامسة والربع صباحا في سماء القاهرة يوم 16 مايو 2020.. ولكنه سيشرق فجرا وقبل شروق الشمس مباشرة (اي يمكن رؤيته حينذاك) في حوالي الرابعة إلا الربع صباحا بدأ من 6 يونيو ، ومن ثم يبدأ شروقه في التبكير تدريجيا يوما بعد يوم حتى يكون مرئيا في سماء القاهرة قبل منتصف الليل في أوائل أغسطس إن شاء الله.
طبيب فيروسات: شائعات لا أساس لها من الصحة
ورد الدكتور أحمد سنوسي، أخصائي الفيروسات والأوبئة، على ما قيل عبر مواقع التواصل، بأنه شيء غير مستند على أساس علمي، وليس له علاقة إلا إذا كانت هناك تحاليل وأبحاث وبائية، ولا بد أن تكون الأرقام موثوق بها، وعند ذلك يمكن التوقع بموعد انتهاء الفيروس، ولابد أن يكون الأمر مستندا على أبحاث علمية وتحاليل دم ودراسات موثوق بمصادرها، ولا يوجد حتى الآن موعد محدد لاننتهاء جائحة كورونا عالميا.
-خروج المسيح الدجال في سماء السعودية
"خروج المسيح الدجال في سماء السعودية".. ذلك هو مضمون كلمات مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار حالة كبيرة من الجدل بعد انتشاره على نطاق واسع في 6 مايو الماضي.
ويظهر في الفيديو عباءة ترتفع إلى السماء على شكل رجل وينبعث من داخلها ضوء، على نحو جعل مستخدمي فيس بوك، يتفاعلون مع الفيديو، وفي خلفية الفيديو صوت يردد "الله أكبر الله أكبر، اللهم ارفع عنا البلاء".
ويعود الفيديو إلى جروب يدعى "Safzana" وهو مخصص للألعاب، ويحتوي على فيديو ادعى ظهور المسيح الدجال به، وآخر ادعى فيه ظهور يد في السماء في السعودية أيضا، وفي الخلفية نفس الصوت وهو يردد "الله أكبر الله أكبر"، و تلك الفيديوهات لا أساس لها من الصحة.
وحول تداول الفيديو، رد الشيخ عبد الأحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، بأن كل هذا شائعات وكلام كاذب ولا ينبغي تصديقه.
وأوضح "الأطرش" في حديثه لـ"الوطن"، أن المسيح الدجال أو المسيخ الدجال، وسمي بالمسيخ لأنه مسخت إحدى عينيه، ينزل في الأرض في آخر الزمان وينزل لفتنة الناس ونزوله من علامات القيامة الكبرى، والنور الذي ظهر في السعودية كما زعم الفيديو فهذا من الخرافات التي يروج إليها أنصاف المتعلمين أو أصحاب الشائعات لبلبلة الأفكار لدى الناس وشغلهم عن ذكر الله.
وشدد على أن ترويج الشائعات والخرافات "إثم"، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أشاع على مسلم شائعة ليقبحه بها، قبحه الله في نار جهنم"، وينبغي عدم الانساق وراء تلك الخرافات، وفقا للأطرش.
وعن ظهور المسيح الدجال، فإن نزوله على الأرض يعني اقتراب يوم القيامة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق"، وهو ينزل لفتنة الناس عن دينهم، وعن فاطمة بنت قيس، رضي الله عنها، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال عن المسيخ الدجال أنه عند ظهوره يقول "إِنِّى أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّى أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِى فِى الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِى الأَرْضِ فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِداً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِى مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتاً يَصُدُّنِى عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا".
-معجزة طواف طيور بيضاء حول الكعبة
مقطع فيديو تداوله رواد السوشيال ميديا بكثرة ويظهر تحليق سرب من الطيور البيضاء فوق الكعبة في مكة المكرمة في 4 مايو الماضي، حيث ربط البعض ظهور الطيور بانتهاء وباء كورونا في ذلك الوقت.
وتعود حقيقة الفيديو المتداول لتحليق الطيور فوق الكعبة، إلى شهر مارس الماضي، حيث تداول رواد موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، هذا الفيديو، معلقين عليه "سبحان الله طيور بيضاء تدور حول الكعبه كأنها ملائكة".
تعليقات الفيسبوك