انتهى الموسم الدراسي مبكرًا، ووجد المدرسين أنفسهم بلا عمل يدر عليهم دخلًا يعينهم على مصاريف الحياة، فاتجه بعضهم إلى مهن بديلة، منهم السعيد الشناوي، مدرس اللغة الإنجليزية بقرية صفط تراب، التابعة لمركز المحلة الكبرى بالغربية، الذي قرر زراعة أرضه والتفكير في مشروع جانبي لزيادة دخله.
ولأنه يرعى مجموعة من الأبناء بينهم طالب في الثانوية العامة وطفلين في مراحل تعليمية مختلفة يحتاجون لمصروفات لن يوفرها راتبه وحده، فكر وقرر أن يبحث عن عمل إضافي.
يحكي "الشناوي"، أنه لم يشعر بالخطر الحقيقي إلا خلال هذه الأيام التي جعلته يعيد حساباته ويفكر في المستقبل لتوفير حياة كريمة لأبنائه، حيث يقول: "الواحد بدأ يفوق متأخر، رجعت لأرضي أزرعها بنفسي، وبدور دلوقتي على مشروع لعل الواحد يستر ولاده قبل ما يموت"، مؤكدًا أن بعض زملائه في التدريس لديهم مصانع نسيج ومكن تطريز وبقالة ومحلات سباكة وغيرها من المشاريع البديلة بعيدًا عن التدريس.
"الراتب وحده لا يكفى متطلبات الحياة الكثيرة"، هكذا قال "الشناوى"، مضيفًا: "البديل إن كل واحد يفتح له مشروع صغير، وأرضي لوحدها مش هتكفي برضه عشان كده بفكر فى مشورع تانى"، لافتًا إلى أن هناك مدرسين لديهم سيارات أجرة ميكروباص وعربات ملاكي ومحلات أحذية وشنط، وفي مدرسين عندهم عصارة، أي مشروع مستقل.. الشغل مش عيب، العيب هى القعدة وإن الواحد ياخد مرتبه وهو مابيعملش حاجة".
ومع توقف المدارس والدروس الخصوصية، اتجه عبد الرحمن عمر، مدرس دراسات وتاريخ، للعمل كمندوب مبيعات لتوصيل مشغولات "هاند ميد" للزبائن.
ويرى "عبدالرحمن" أن هذا العمل أفضل من الجلوس في البيت خاصة أنه كان يجهز لفرحه ولكن تعطل كل شئ بسبب جائحة كورونا، مضيفًا "شغال حر فى جروبات بتاع شغل مندوبين، ناس بتعمل الشغل "الهاند ميد" باخد منهم الأوردرات وبوصلها للعملاء وده اللي لقيته قدامي".
تعليقات الفيسبوك