يحتفل اليوم السكان باليوم العالمي للنكتة، والذي يصادف 1 يوليو من كل عام، حيث تم تخصيصه لتبادل النكات والضحك، إذ أن الضحك يساهم في إدخال السعادة والبهجة على الإنسان وتحسين مزاجه وحالته النفسية والعقلية أيضا.
ومنذ سنوات عديدة عرف عن الشعب المصري بكونه من أكثر شعوب العالم ميلا لإطلاق النكات و الكوميسكات الساخرة حتى تم تسميته باسم "ابن نكتة" أي يستغل أي مناسبة لتنبادل النكات المختلفة، والتي تم استبدالها حاليا بالكوميسكات لتكون مناسبة لعصر السوشيال ميديا والعلاقات الاجتماعية عن بعد.
وبالرغم من كون المصريون يميليون إلى الضحك باستمرار في أي وقت، إلا أنه من المثير للدهشة للجوء إلى هذه الحيلة بصورة أكبر في أوقات الأزمات، مثلما حدث في أزمة فيروس كورونا.
طبيب نفسي : النكت وسيلة المصريون للتغلب على الصعاب
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية في حديثه لـ"الوطن"، أن الإنسان المصري بطبيعته يستقبل كل الصدمات والأزمات بحالة من الهزار والضحك لأنه شعب يميل للفرفشة، أي يتغلب على الألم والمواجع من خلال الكوميكسات المختلفة.
وساعد فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي على انتشار الكوميكسات في الفترة الأخيرة والتي هي وسيلة المصريون للتنفيس عن الكبت والاكتئاب الذي يشعرون به "أغلب الناس اللي بتكتب هزار وضحك ونكت الناس دي بتبقى موجوعة ودي طريقتها في التغلب على الألم ده"، وفقا لاستشاري الصحة النفسية.
وشرح "هاني" أن الشعب المصري من أكتر الشعوب التي تعرضت لصدمات وأزمات ومواقف حياتية مؤثرة وظروف معيشية صعبة، ولكنه دائما ما يكون راضيا بقضاء الله وصابرا ويتغلب على الظروف بالضحك والهزار والنكت والكوميكسات الساخرة وهي وسيلته في مواجهة الحياة وتعطيه القوة للتقدم في حياته والتغلب على الظروف.
أستاذ علم اجتماع: النكتة وسيلة للتنفيس وليس الضحك
وذكر الدكتور رشاد عبد اللطيف أستاذ علم الاجتماع، أن النكات في الأوقات الصعبة والمؤلمة ما هي إلا وسيلة للتنفيس فقط وليست وسيلة للتهريج، فيكون الشخص لديه طاقة مكبوتة داخله ويخرجها في صورة نكتة أو كوميكس ساخر.
والشعب المصري معروف في التراث الثقافي أنه "ابن نكتة"، شخصية فهلوية مرنة تميل للضحك ولا تحب الحزن والاكتئاب، وتجد الشخصية المصرية سعادتها في النكت والهزار ولكن في أوقات الشدة تتحول إلى شخصية جادة مثلما حدث في ثورة 30 يوينو وقف الجميع في وجه الأزمات وتغلبوا عليها، فشخصية المصريون تتعايش مع الألم والفرح.
وأوضح "رشاد" في حديثه للوطن أن الشعب المصري مولود على النكت، وجاء لفظ "ابن نكتة" منذ عهد الأتراك، فكانت فترة صعبة وعانى فيها المواطنون من الذل فكانوا يميلون لنقد الحكام الأتراك بالنكت وتطورت النكتة من عصر الأتراك إلى العصر الملكي ثم إلى وقتنا الحالي.
تعليقات الفيسبوك