كانوا يحلمون بالخلاص، يريدون أن يغيروا واقعهم ومقاليد الحكم بالبلاد، فلم يختاروا الصمت أو الوقوف مكتوفي الأيدي، وإنما قرروا المشاركة في كتابة تاريخ جديد بعيدا عن حكم جماعة الإخوان، يجعلهم يستردون وطنهم الذي سلب بعد ثورة يناير.
ذكريات كثيرة رواها بعض الثوار المشاركين في ثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بحكم الإخوان، بعد مشاركة جميع طوائف الشعب خلالها من رجال وسيدات، بمختلف أعمارهم السنية، وذلك من خلال حديثهم لـ"الوطن"، نرصدها لكم في التقرير التالي.
وطنية وحب لمصر وجيشها وشعبها، كانت الدافع وراء مشاركة منير وصفي، في ثورة 30 يونيو والتي وثقتها عدسات كاميرات المواقع الإخبارية في جميع أنحاء العالم، بعدما اتحد الشعب بجميع أطيافه للخلاص من فصيل الإخوان للأبد.
وروى "منير" صاحب الـ38 عاما، من سكان منطقة الزيتون، أنه في عام 2013، لم يستطع أن يظل جالسا في منزله ويسكت عن تلك الفترة العصيبة التي مرت بها البلد، ليقرر النزول إلى الميادين "كان يوم اتحد فيه الناس على الخلاص من الإخوان".

الجيش والشعب إيد واحدة في طريق المستقبل
وعن ذكرياته في ذلك اليوم، قال إنه رأى شيئا لم يره من قبل في العالم، وهو التكاتف بين الشعب واتفاقه على شيء واحد واتحاده مع الجيش من أجل الوقوف في وجه الفتن، وهو ما يعني أن البلد تمضي في طريقها الصحيح نحو المستقبل الآمن في حماية الجيش العظيم.
"أحلى حاجة في اليوم ده وفاكرها كويس هي تأمين الجيش للمتظاهرين، وأن أحنا اخواتهم وبيحمونا وخايفين علينا"، ومن بين الذكريات التي علقت في ذهن الشاب الثلاثيني هي تحليق الطائرات الهليوكوبتر فوقهم ورسمها الألوان المختلفة، بالإضافة إلى ود الناس وخوفهم على بعضهم، بجانب مشاهد الأطفال المبهجة بأعلام مصر المرسومة على وجوههم.

وعبر مجدي زيدان، مدرس لغة إنجليزية، والذي يعمل في منطقة بولاق أبو العلا، عن سعادته البالغة بمشاركته في ثورة 30 يونيو، قائلا: "كنت من أوائل الثوار الذين نصبوا إحدى الخيام في ميدان التحرير لإسقاط محمد مرسي وجماعته وشعرت بالفرح عندما رأيت الأعداد تزداد وتملأ الميدان".
وأضاف صاحب الـ51 عاما: "لم نكن نترك الميدان والخيمة التي نصبناها في بداية الثورة لتجمع عدد كبير من الثوار".

زيدان: سجدنا شكرا لله على رحيل الجماعة الإرهابية
سعادة بالغة غمرت قلب "زيدان" فور علمه بنجاح الثورة ورحيل مرسي، قائلا: "قمت بالسجود فرحا بهذا الانتصار العظيم، وما زلت أشعر بالسعادة حتى الآن لمشاركتي في إسقاط أعتى جماعة إرهابية في العالم".
وفي مشهد آخر، يجسد روح الوطنية لدى إحدى الأسر المصرية، روت بسنت علاء، طالبة في كلية تربية فنية، والقانطة بالجيزة، قيام والدتها باصطحابها هي وشقيقها الأصغر، عندما كانت حينها في عمر 15 عاما، للمشاركة في الثورة.
وقالت بسنت: "نزلنا من بداية ما اتطلب جمع استمارة تفويض، فمنذ ذلك الوقت حرصت والدتي على اصطحابنا معها لتعليمنا معنى الوطنية ودورنا تجاه هذا الوطن".

وعن ذكرى يوم 30 يونيو، أوضحت بسنت: "كنا حينها على كوبري قصر النيل، معرفناش ندخل جوة عشان الدنيا كانت زحمة، بس كان فيه ناس برة احتفلنا معاهم"، مضيفة: "أمي زغرتت وأنا سقفت وبعدها قعدت أطير العلم".
واستطردت: "حسيت وقتها أن الدنيا هترجع تاني كويسة، وكنت أصلا ضد حكم مرسي وضد الجماعة الإخوانية"، كما عبرت عن اعتزازها بالمشاركة في حدث عظيم غير مجرى البلد للأفضل، قائلة: "فخورة أني شاركة في الثورة واحتفلت بيوم الانتصار العظيم ده، وشايفة من وقتها خاصة بعد حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أننا دايما في تقدم في كل حاجة، وأنه حريص أنه يعلي من البلد ويزيد من قيمتها وسط العالم".
وعلى الطريقة ذاتها، أدخل مايكل يني، روح الوطنية في قلوب أصدقائه الذين دائما ما يدعمون بلادهم في أي واجب ومحفل وطني، من خلال اصطحابهم حينها إلى ميدان التحرير، بحسب ما ذكره ألبير سمير: "وقتها كان مايكل أكبرنا سنا حيث تخطى الآن حاجز الـ30 عاما، فحب يخلينا نشارك في الثورة علشان نشارك بدورنا في دعم بلدنا، ودائما بنشارك أحنا وأصدقائنا في دعم بلدنا، وكان آخرها حضور مباريات منتخب مصر في بطولتي أفريقيا للكبار والمنتخب الأولمبي".

وعن ذكرياته مع الثورة يقول "ألبير": "أنا فاكر يومها اتجمعنا ونزلنا بالأعلام وأخدنا العربية وطلعنا على الميدان، وبعد البيان ورحيل مرسي ونجاح الثورة، قعدنا طول اليوم نحتفل في الميدان"، مضيفا: "مع مرور الأيام لما أدركت قيمة اللي عملناه وقتها، بقيت أحس بعظمة اليوم، وبفتخر أني كنت من ضمن الناس اللي شاركت ونزلت رغم أن كن سني صغير وقتها".
سلمى: احتفلت بعيد جوازي مع الثوار.. وسلوى: ربنا أكرمنا بالسيسي
وعن ذكرياتها في ذلك اليوم، تحدثت سلمى سمير البالغة من العمر 27 عاما، لـ "الوطن" واصفة إياه بأنه كان يوما لا ينسى وحفر اسمه من ذهب في صفحات كتب التاريخ التي وثقت تلك الملحمة الوطنية، بعدما اتحد الشعب المصري كله من أجل المطالبة بالحفاظ على بلد، واستجابة الجيش لرغباته.
وأضافت "أنا فاكرة تفاصيل اليوم ده لأنه كان متوافق مع عيد زواجي، وروحت مع أخويا وأصحابنا الأوبرا، والأجواء كانت جميلة جدا وحب الناس كان واضح وخوفهم على بعضهم"، هكذا تذكرت "سلمى" تفاصيل ثورة 30 يوينو، والتي لن تنمحي من ذاكرتها مدى الحياة.

وروت الشابة العشرينية أن الميادين وخاصة كوبري قصر النيل كان مزدحما بكل طبقات المجتمع وطوائفه، وأن الشعب كان في الشوارع بإرادته الحرة ولشعوره بالمسؤولية والوطنية تجاه بلده.
فيما عبرت السيدة سلوى ثروت البالغة من العمر 70 عاما، عن فرحتها وفخرها بوطنها وجيشها في ذلك اليوم التاريخي، بعدما شاركت في ثورة 30 يونيو ، "كلنا كنا إيد واحدة بعد ما عيشنا مأساة حقيقة والناس كانت خايفة تخرج من البيوت وشوفنا حاجات لا تليق بسمعة البلد العريقة ومكانتها في العالم، وده السبب إلي خلى الجميع متحدين ومتفقين على رحيل الإخوان من الحكم".

بالأعلام والوجبات و العصائر، توجهت السيدة السبعينية مع أصدقاء لها إلى الميادين من أجل المشاركة في ثورة 30 يونيو، وتعبيرا منهم عن دعمهم للجيش الذي لم يتخلى عن نداء الشعب وحاجته إليه " اشتركنا أنا وأصحابي في عمل وجبات منزلية وعصائر، ووزعناها على الناس اللي كانت موجودة في الشارع ولمسنا الحب والدفء منهم، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو أمل مصر في محو تلك الفترة السيئة من كتب التاريخ وسيسطر اسم المستقبل بحروف ذهبية فعلا ربنا أكرمنا بالسيسي".
تعليقات الفيسبوك