المصارع أندر تيكر
باب محل مغلق، عليه تراب يبدو أنه غير حديث، فور رؤيته تدرك أنه لم تطأه قدم لسنوات، يقع وسط أحد شوارع حدائق القبة، يعرفه السكان من كبار السن جيدًا، فهو كان يومًا ما، بمثابة مركز للمتعة، حيث كان محل لبيع شرائط الفيديو، يستقوا منه ما يريدون من أفلام حديثة، ويشاهدونها رفقة أسرهم.
فوق ذلك البيت بـ3 أدوار يسكن "عم حامد"، صاحب المحل، الذي عرف بحامد الخردواتي، على الرغم من أنه كان بائع لشرائط الفيديو، رجل قضى سنوات طويلة من عمره يبيع شرائط الفيديو المتنوعة، من أفلام ومسرحيات، وأيضًا مباريات مصارعة، وخاصة للمصارع الأشهر على الإطلاق وهو مارك ويليام "أندر تيكر".
بالأمس، أعلن أسطورة "The Undertaker" اعتزاله، وهو في عمر 55 عاما، بعد أن قال في تصريحات له إنه "لم يبق لديه شيء لإنجازه" في الحلبة، حسبما ذكرت صحيفة "Mirror" البريطانية.
ذكريات كثيرة، جمعت "عم حامد" بأندر تيكر أو "الحانوتي" كما يطلق عليه الرجل الستيني، والذي كان يعد ركن خاص في محله لشرائط المصارع الشرس، وذلك بسبب الطلب المتزايد عليها من قبل محبي المصارعة، ما كان يتسبب له في صعوبة عند محاولة استرجاع الشرائط من الزبائن بسبب إعجابهم بها.
"كنت بأجر شرايط مصارعة عادية، والناس تيجي تسألني معندكش شرايط للحانوتي بس، ولما مايلاقوش يمشوا، لحد ما استريط شرايط فاضية وسجلت له ماتشات من قنوات أجنبية، وكان شريطه أغلى واحد في المحل عشان مش مرتبط بموسم والناس بتحبه"، على حد قول عم حامد لـ الوطن.
محل بائع الشرائط ظل نحو 12 عاما، يعرض الفيديو للزبائن، منذ عام 1993، حسب عم حامد "في آخر الأيام كنت بأجر شريط الفيلم العربي العادي بـ2 جنيه، والأجنبي والهندي بـ3 جنيه، إنما لو مصارعة الحانوتي بـ4، مفيش حاجة كانت أكتر منه غير لو فيلم جديد ولسه نازل أو أجنبي والناس اللي عاوزينه كتير"، مضيفًا أن الزبائن كانت تمدح في شرائط الحانوتي عند استرجعها كثيرًا، كما أن مدة التأجير كانت 12 ساعة من المساء للصباح أو العكس.
عام 2005، كان نهاية عمل محل عم حامد، حيث ظهرت وسائل جديدة أجبرته على مهنته على الإندثار بعدما كانت أقل تكلفة وأكثر كفاءة، "حاولت أجاري الـDVD والنت، بس هما خسروني، وآخر فيلم مطرقع أجرته كان اللمبي في 2003، بعدها قضيت سنة الشغل فيها كان قليل أوي، قولت مبدهاش هغير نشاط المحل وخليته سوبر ماركت، بس مقدرتش أكمل كتير وسيبته لإبني، لحد ما اتقفل خالص من 9 سنين".
تعليقات الفيسبوك