مريض أثناء الاستلقاء على بطنه
كشفت دراسة حديثة أن استلقاء مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ساعة واحدة على بطونهم يحسن من مستويات الأكسجين لديهم، ويقلل من خطر الحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي.
وذكر الباحثون بجامعة "كولومبيا" بمدينة نيويورك الأمريكية، أن الاستلقاء على المعدة في الوضعية المعروفة باسم "التموضع المعرض" لمدة ساعة واحدة، ساعد في زيادة مستويات تشبع الأكسجين لدى بعض المرضى بنسبة متواضعة، حيث ارتفعت النسبة من 90% إلى 100%، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي حالات أخرى، ساعدت الوضعية في ارتفاع نسب الأكسجين لدى بعض الحالات بعدما انخفضت إلى مستويات الأكسجين في الدم إلى 70٪ و 80٪، وتلك الوضعية نقلل من خطر وضع المريض تحت التنبيب (إي إدخال أنبوب إلى الرئة للمساعدة على التنفس)، ووضعه في وحدة العناية المركزة، حيث ساهمت في زيادة كمية الأكسجين الداخل إلى الرئتين.
وشرح الأطباء أن الاستلقاء على البطن يسهل على الأكسجين الدخول إلى الرئتين، بينما يؤدي الاستلقاء على الظهر إلى ضغط أجزاء من الرئتين، ما يجعلها أكثر صعوبة.
ونشرت الدراسة التي أجراها الباحثون في مجلة الطب الباطني العلمية "JAMA"، حيث كان من المفترض أن يتم إجراؤها على 29 مريضًا، إلا أن 25 وافقوا و الأربعة الآخرون تم وضعهم تحت التنبيب وإدخالهم الرعاية المركزة.
وبعد مرور ساعة من النوم على بطونهم، لاحظ الأطباء أن 19 مريضًا ارتفعت مستويات تشبع الأكسجين الخاصة بهم (SpO2) إلى 95 % بالمائة أو أكثر، وكان نطاق التحسن في نسبة مستوى الأكسجين في الدم بين 1% و 34%.
وبعد مضي الساعة الأولى ارتفعت معدلات مستويات الأكسجين لدى 5 من المرضى الـ6 المتبقيين بشكل بسيط، فيما احتاج المرض الأخير إلى التنبيب، وكان الفارق في معدلات مستوى الأكسجين "SPO2" بين المرضى الذي كانت مستوياتهم أكثر من 95% والخمسة الأخرون الذين قلت نسبتهم عن 95% بعد استلقائهم لمدة ساعة واحدة على بطونهم هو 46%.
وفيما بعد، لاحظ الباحثون أن 12 مريضًا من بين الـ25 شخصًا الذين تم إجراء الدراسة عليهم احتاجوا إلى التنبيب، وتوفي 3 منهم في وقت لاحق في وحدة العناية المركزة في المستشفى بعد انخفاض نسبة الأكسجين لديهم، بينما تم تسريح 9 أشخاص من المستشفى وظل 4 فقط في المستشفى.
وذكر الباحثون أن هناك حاجة لتجارب سريرية عشوائية لتحديد ما إذا كان الأكسجين المحسن بعد استخدام وضعية الاستلقاء على البطن في المرضى المستيقظين يحسن من بقائهم أم لا؟.
وأوضح الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية، وعضو اللجنة العليا للفيروسات لـ"الوطن"، أن الدراسة صحيحة، لأن استلقاء مريض كورونا على بطنه يساعده في عملية التنفس بشكل أكبر.
وأضاف: "الأمر ليس جديدًا، لأننا نقوم بالفعل باستخدامها مع المرضى هنا لزيادة قدرة التنفس لديهم".
وعن المدة المحددة التي ينبغي على المريض الاستلقاء خلالها، رد "خطاب" قائلًا: "ليس هناك وقت محدد، بل الأمر يعود على حسب قدرته في تحمل الاستلقاء على البطن".
تعليقات الفيسبوك