لم يكن الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي تحل ذكرى وفاته الـ22، اليوم الأربعاء، يرغب في الدراسة بالأزهر الشريف، فكان حريصًا على العمل بالزراعة داخل قريته، بحسب ما قال في أحد لقاءاته التليفزيونية النادرة.
وقال "إمام الدعاة" خلال لقاء تليفزيوني، إن والده كان حريصًا على تشجيعه للتعلم في الأزهر، "أبويا كان حريص على إني أتعلم في الأزهر وأنا كنت حريص على إني أكون فلاح في الغيط، وبعد محاولات منه ومحاولات مني انتهت لإني بقيت في سنة تانية ورايح سنة تالتة، فقولت هكره أبويا في المسألة دي، فقولت هو أنا هكره في إيه منا كل ما أقوله اتسرقت الفلوس يجيبلي فلوس واتسرقت الهدوم يجيبلي هدوم".
واستكمل: "يلا بقى أهي الدنيا مأزمة ومفيش فلوس، هورطه في حكاية الكتب، أنا كنت عايز أكرهه عشان مش عايز أروح الأزهر، وبعدين كنت في يوم حد وأنا مروح عديت على مكتبة واحد اسمه محمد زكي، والمكتبة فخمة وفيها كتب من اللي بتستميل الإبصار من التجليد وغيره، فدخلت عند محمد زكي قولتله الكتب دي إيه؟ قالي دي كتب بتاعة المشايخ بتاعتك قولتله متنفعنيش؟ قالي لا متنفعكش دي مراجع لمشايخك، قولتله طب أنت عايز تبيعها قالي أكيد، فقولتله طب أبويا جايلك يوم التلات عشان يشتريلي كتب، فلما أجيبه نزلي الكتب دي والراجل ميت من الضحك".
وتابع الشعراوي: "أبويا جه وقعدنا ننزل الكتب الكبيرة فأبويا كل ما يجي مجلد كبير يقولي دا عليكم؟ أقوله أه مش أنا في سنة تالتة يقولي الله يفتح عليك يا ابني".
واستطرد: "لما روحنا المسكن اللي أنا قاعد فيه، أبويا قالي الكتب دي مجلدة ومدهبة وهتبوظ من مسكت الإيد، أنا هروح أجيبلك ورق عشان أجلدها، وجاب مقص وورق وصمغ وجه وقعد لحد الفجر يجلد فيهم وبعدين جه الصبح عشان يركب القطر وأنا بوصله على المحطة ندهني وقالي يا أمير هقولك حاجة بس متزعلش قولتله إيه هي؟ قالي أوعى تفتكر إن ابوك مغفل، أنا عارف إن كل الكتب اللي اشترتها دي مش مقررة عليك وأنا عارف إن كتب سنة تالتة تمنها كله 38 قرش، بس يا ابني الله ينفعك باللي فيها والقطر مشي".
ولفت الشيخ الجليل، إلى أن الموقف الذي جمع بينه وبين والده على محطة القطار تسبب في تغيير حياته بشكل كامل، متابعًا: "أنا قلبي وقع في رجليا والموقف ده حول حياتي كلها وقررت أسره بقا بجد وقرأت الكتب، وقولت بقا أبويا هيشتكيني لموظفين ومشايخ البلد هما كل يوم عنده في البيت في العصر وهيمسكوني يهروني فقولت أعمل فيهم فصل".
واستكمل: "بقيت أمسك الكتاب وأعرف عنوانه وفصوله وأقرأ المقدمة عن إيه وأجي في يوم الجمعة أعيد اللي أنا حفظته، وامتحنت وروحت، فقابلوني المشايخ وقالولي يا نصاب هتبقى عالم إزاي وأنت نصاب وقالولي أوعى تكون بيعتها، فقولت لهم أنا قريتها وأبويا كان واقف فخور ومبسوط بيا".
تعليقات الفيسبوك