أيام قليلة تفصلنا عن أول امتحان لطلاب الثانوية العامة، يأتي محملاً بالتحديات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد مع تفشى الفيروس التاجي، خاصة على الطلاب الذين يسكنون دور الأيتام والرعاية، تخلل القلق لأجسادهم خوفاً من ضياع أحلامهم التي دونوها على جدران غرفهم منذ سنوات، يشعرون بالضيق الذي يعالجه فريق من الدعم النفسي وآخر يلعب دور الأسرة يشجع ويحفز ويدعم.
"عندي في الدار 4 ولاد وبنات منهم اللي عينه على الطب وفيه منهم أدبي نفسهم يدخلوا إعلام وألسن، وكلهم شطار لكن بعد توقف الدروس ومنع الزيارات خايفين على مستقبلهم"، قالها صالح أحمد مدير دار أيتام، يقدم الدعم والمساندة لأبنائه الذين يستعدون لخوض المرحلة الأهم فيه حياتهم والتي ستحدد مصيرهم وتشكل وضعهم الاجتماعي في المستقبل.
يحكي أنه خصص لهم مكاناً مغلقاً داخل الدار بعيد عن الضوضاء كي يستطيعون مواصلة مذاكرتهم بتركيز واهتمام بكل منهم على حدة كأنهم وسط آبائهم، لافتًا إلي أنه خصص موظفين لمتابعتهم من تخصصات مختلفة مثل أخصائي نفسي واجتماعي وآخر للاهتمام بتغذيتهم وتنظيم مواعيد نومهم واستيقاظهم: "وفرت لهم انترنت عشان يذاكروا عليه ويشوفوا المراجع اللي بتنزل أول بأول".
يوفر لهم كل سبل الراحة والحماية، يهون عليهم تلك الفترة التي سبقتها توقف في الدروس الخصوصية ومنع الزيارات وبالتالي أصبحوا يعتمدون على أنفسهم بشكل كبير مما زاد من العبء عليهم: "مش في أيدينا حاجة قلت لهم ادخلوا الامتحانات وسيبوها على الله وجبت لهم كمامات وقفازات وكحول وكل أدوات الحماية اللي هيخدوها معاهم".
تدعم إيمان عبد الرحيم، مديرة دار أيتام، الطلاب الذين التحقوا بالثانوية العامة بدروس مجانية للمراجعة قبل الامتحانات، مؤكدة أنهم في حاجة لشرح المواد الرئيسية كي يطمئن قلوبهم وتكسر حاجز الخوف الذي يسطر عليهم منذ انتشار فيروس كورونا والذى أدى إلى توقف أنشطتهم بالكامل: "إحنا مش مقصرين معاهم وبنتمني لهم مستقبل أفضل".
تعليقات الفيسبوك