أوقات صعبة مرت على نوران فتحي، عضو فريق مكافحة العدوى، بعدما تحولت من فرد داخل الطاقم يساهم في مداواة جرحى المصابين بعمل التحاليل والأشعة، إلى مصابة بكورونا تحتاج لمساعدة زملائها للخروج من أزمتها بعدما علمت بإيجابية مسحة كورونا الخاصة بها، قبل أن تنجح بفضل عزيمتها القوية في التغلب على المرض بعد إجرائها 12 مسحة خلال فترة العزل.
وبدأت الواقعة، عندما شعرت نوران، ببعض أعراض فيروس كورونا المستجد من كحة ناشفة، سخونة، صداع، الشعور بتكسير في الجسم، ضيق في التنفس، قائلة: "عملت تحليل pcr ورجعت البيت علشان أشوف تاني يوم نتيجة المسحة، ولأني كنت حاسة إنها إيجابية بسبب مخالطتي لإحدى الحالات الإيجابية من واقع عملي، حضرت شنطي وأخدتها معايا بدون ما أقول لأهلي".
وأضافت: "رغم إحساسي إني كنت مصابة بالفيروس ومجهزة نفسي لتلقي الخبر، إلا إني بمجرد ما عرفت بإن النتيجة إيجابية انهرت من العياط، كأن حجر كبير نزل من السما فوق دماغي فقدني السيطرة علي نفسي، وده بسبب خوفي على صدمة أهلي لما يعرفوا".
"نوران إنتي إيجابي"، جملة سمعتها نوران من والدتها في الهاتف أفقدتها السيطرة على أعصابها، قائلة: "بكاء أهلي وبالذات جملة أمي أثرت فيا وخلتني أعيط أكتر، بس قدرت أتمالك أعصابي لما جولي قدام المستشفى وبيدعموني ويدعولي من بعيد بدون ملامسة بينا".
واستطردت نوران حديثها: "اتنقلت بعربية الإسعاف إلى مستشفى العجوزة للعزل، عملولي صورة دم كاملة وأشعة مقطعية علي الرئة CT و قاسولي نسبة الأكسجين في الدم علشان يتأكدوا من الإصابة ويقيموا حالتي".
وواصلت: "بعد مرور 4 أيام بدأ يتعملي أول مسحة وطلعت إيجابي، واستمرت المسحات لغاية ما وصلت للمسحة الثامنة على مدار 25 يوم وكل النتائج إيجابي، وفوجئت أن أهلي بيتصلوا بيا بيقولولي مبروك نتيجة المسحة الـ11 طلعت سلبي".
فرحة نوران لم تستمر طويلا، بحسب ما ذكرته: "تعبت بطريقة محصلتش من أول ما دخلت، ضيق شديد في التنفس، والكحة بتزيد، وصداع مخليني حتى مش قادرة افتح عيني، وبدأت حرارتي تزيد، وجسمي كله واجعني ومش قادرة أقوم من على السرير".
وسرعان ما جاء الخبر السار لـ"نوران"، قائلة: "عملت أشعة مقطعية عشان أطمن وعلقولي محاليل عشان يقللوا من الاعراض اللي عندي، واتسحبلي عينه دم عشان يتعملي تحاليل كاملة، ويومها بليل اتسحبلي مسحة للمرة الـ12، والمسحة طلعت سلبية للمرة التانية، وقتها مصدقتش نفسي من الفرحة أني خلاص هخرج بعد معاناة 33 يوم حجز في المستشفى، وهروح اقضي 14 يوم عزل منزلي".
نوران: سلبية أسرتي أكتر حاجة فرحتني
وأوضحت نوران، أن أكثر شئ أسعدها هو النتيجة السلبية لأسرتها، والتي أجريت لهم نتيجة مخالطتهم لي، ولكن جميعها جاءت سلبية، موضحة: "سعادتي زادت لما اختي جمعتلي مجموعة كبيرة من الفيديوهات لاصدقائي، بيقولولي في كلام تحفيزي و بيدعولي".
ولم يخلُ المستشفى من أيام الترفيه على المرضى، بحسب "نوران": "كان فيه تلفزيون، غير اتصالي بأهلي يوميا، والمكالمات الكتير اللي جاتلي من صحابي"، مضيفة: "فيه شركة جابتلنا عربيات في يوم وشغلوا أغاني لمقدمين الخدمة الطبية، وكان كل المرضي بيتفرجوا من البلكونات والشبابيك كان يوم مبهج جداً".


كما وجهت نوران، الشكر إلى جميع أفراد الطاقم الطبي: "عاوز أشكر جميع العاملين في مستشفى العجوزة، من أول العمال والتمريض للأطباء والكيميائين، وفنيين، وفريق مكافحة العدوى بالمستشفى، على كل حاجة تعبوا فيها معايا لغاية ما خفيت".
تعليقات الفيسبوك