كان مينا مدحت، يرى حزن نجله "بيمن" يتزايد يوما بعد يوم، بسبب عدم قدرته على الخروج من المنزل، بعد إيقاف عمل الحضانات، وفرض الحظر، فقرر عمل جلسة تصوير "فوتوسيشن"، لابنه الصغير، للكشف عن معاناة الأطفال، بعد انتشار فيروس كورونا، وتأثيره السلبي على نفسيتهم.
"بيمن عنده 5 سنين، كان مرتبط جدا بالحضانة، وأصحابه فيها، وبعد انتشار فيروس كورونا، اتمنع من كل حاجة، وكل شوية يجى يسألنى امتى هيقدر يروح لأصحابه ويلعب معاهم فى النادى أو فى الحضانة، وهو حرفيا بقاله تلت شهور مخرجش للشارع، وحتى فكرة أن يروح لجدته كفسحة مش متاحة، لأنها ساكنة معانا فى نفس البيت، ومن هنا جاءت فكرة جلسة التصوير عن معاناة الأطفال".. كلمات مينا، 30 عاما من منطقة المرج.
يعمل مينا موظفا بالنهار، بينما يتبع شغفه فى التصوير ليلا، وكان اختيار نجله "بيمن" كنموذج للتصوير، مناسبا من وجهة نظره، لأن تأثير المكوث فى المنزل كانت واضح فى تصرفاته، وأبرزها العنف: "بيمن في العادى طفل هادى، سهل التعامل معاه، لكن بعد فترة من القعدة فى البيت، بدأ يشعر بالضغط النفسي، وده ظهر على سلوكاياته العنيفة، وأعتقد أن بيمن نموذج لأطفال كتيرة، بدأوا رغم حداثة سنهم يشتكوا من القعدة فى البيت، وعائلاتهم بتشكو بدورها من سلوكهم العنيف اللى مش متوقع، لأن مهما الأسرة حاولت تشغل الطفل، بيفضل جزء منه راغب فى الحركة والانطلاق".
فى كل صورة التقطها "مينا"، كان هناك مغزى معين، فالصورة التى يرسم فيها "بيمن" كلمة "كورونا" على "سبورة" هى رمز، بحسب مينا، لحياة الأطفال التى تحولت من التعليم واكتساب المهارات الجديدة فى الحياة إلى خوف بسبب الفيروس: "بيمن كان واقف على السبورة اللى كان بيتعلم عليها كتابة حروف الأبجدية العربية، وحروف الإنجليزى، وبدل ما يتعلم عليها بدأ يكتب كلمة كورونا، وهى رمز لحال الخوف والتأثير السئ للفيروس على حال الأطفال، علشان الناس تاخد بالها وتلتمس العذر لأطفالها، يعنى ببساطة رفقا بهم".
تعليقات الفيسبوك