منذ تفشي فيروس كورونا عالميا وبدأت الدراسات تربط الوباء القاتل ببعض الأعراض التي يأتي على رأسها "فقدان حاستي الشم والتذوق"، ومؤخرا أصبحت تلك العلامة حديث منصات مواقع التواصل الاجتماعي مسببة حالة من الهلع عند بعض الأشخاص لمجرد فقدانه لإحدى الحاستين.
مستشار الرئيس: فقد حاسة الشم والتذوق تحدث لنسبة ليست كثيرة من المصابين
الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، نفى خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصري في برنامج "مساء DMC"، المذاع عبر فضائية "dmc"، أن تكون حاسة الشم والتذوق من أساسيات أعراض الاصابة بالكورونا مشيرًا أن مسألة فقد حاسة الشم والتذوق تحدث لنسبة ليست كثيرة من المصابين وأن هذه الحواس ترجع للعمل بعد الشفاء مشيرًا أن هذه الأعراض عائدة لشدة الاصابة ومقاومة الجسم وكمية الفيروسات التي أصابت الإنسان.
وقال مستشار الرئيس، إن التفاوت في الحالة الصحية للحالات يشبه التفاوت في إصابة الناس بالأنفلونزا، وأن هناك حالات بسيطة تُشفى بدون حدوث اصابات مشددًا على أن ذلك ينطبق على كل الفيروسات التنفسية وأنها تكون مؤثرة على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الأخرى نظرًا لأن مناعتهم قليلة وأن هؤلاء يحدث لهم بعض المضاعفات ويحدث لهم التهابات رئوية مشددًا على أن حالات كبيرة تصل للشفاء والتحسن.

الصحة العالمية تعلق على عرض حاسة الشم والتذوق
ونهاية مايو الماضي، بعد تزايد فقدان حاستي "الشم والتذوق" بين عدد كبير من المصريين وربط الكثيرين ذلك بالإصابة بوباء كورونا المستجد "كوفيد-19"، حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل الدائر، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
وقال استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، أمجد الخولي، إن هناك الكثير من الحالات المُصابة بمرض "كوفيد-19" الذي يُسببه فيروس كورونا المستجد، كان فقدان الشم والتذوق من بين أعراضه، مضيفا: "نعم هناك العديد من الحالات المصابة بـ كوفيد-19، أصيبت بفقدان الشم، لكن هذا وارد في الكثير من التهابات الجهاز التنفسي".
وأوضح الخولي، أن هناك العديد من النصائح التي يجب أن يتبعها الذين يعانون من فقدان الشم والتذوق، ومنها: العزل والغذاء الجيد مع علاج الأعراض تحت إشراف طبي، مضيفا أنه بشأن عودة حاسة الشم للعمل: "نعم تعود بعد زوال الأعراض؛ لأن فقدان الشم أو التذوق في النهاية عرض، ويعود لطبيعته بعد التعافي".

الفارق بين فيروس كورونا وأي سبب آخر
وعن الفارق بين فقدان حاستي الشم والتذوق بسبب فيروس كورونا أو لأسباب أخرى، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، إن فقدان الحاستين يحدث نتيجة التهابات حادة في الجهاز التنفسي العلوي، أو فقدان مؤقت نتيجة تهيج بطانة الأنف بسبب حساسية الأنف أو نزلات البرد، كما يعاني ما يقرب من 13% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، من ضعف ملحوظ في حاسة الشم.
وأضاف عز العرب لـ"الوطن"، أنه لا يمكن اعتبار فقدان حاستي الشم والتذوق إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، مشيرا إلى أنه إذ صاحب فقدان حاستي الشم والتذوق سخونة شديدة استمرت لأكثر من 24 ساعة، وإرهاق شديد، وألم عضلي خاصة في منطقة الصدر، تكون اشتباه في الإصابة بفيروس كورونا.

بخلاف كورونا.. أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق
وعن الأسباب الأخرى التي ينتج عنها فقدان حاسة الشم والتذوق، أوضحها موقع "هيلث جارديز"، بحسب وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، وهي..
- الجيوب الأنفية وفقدان حاسة الشم
تسبب نزلات البرد في فقدان حاسة الشم المؤقتة، حيث يعمل انسداد الجيوب الأنفية بالمخاط على منع مستقبلات في أنسجة الأنف من أداء وظيفتها، وعادة ما تكون هذه حالة جزئية مؤقتة تعالج بسهولة ويمكن أن تطور لمرض مزمن.

- أمراض الجهاز العصبي والشيخوخة
تؤثر أمراض الجهاز العصبي بشكل مباشر على حاسة الشم، حيث تجعلك تفقد القدرة على تمييز الروائح، وأيضا تؤثر الصدمات التي يتعرض لها الرأس بشكل مباشر على حاسة الشم، ويمكن أن تكون هذه الخسارة دائمة أو مؤقتة.
كما تعتبر الشيخوخة أحد العوامل المؤثرة على فقدان حاسة الشم مثلها مثل الحواس الأخرى التي تضعف كلما تقدمت في السن.

- العلاج الإشعاعي والمواد الكيميائية
تؤثر العلاجات الإشعاعية التي يتلقاها مرضى السرطان بشكل مباشر على حاسة الشم حيث تسبب فقدانها بشكل مؤقت، ومن الممكن أن يتطور الأمر إلى فقدان دائم.
وتعتبر المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية التي تسبب الحرقان داخل الأنف أحد أسباب فقدان حاسة الشم، حيث تؤدي إلى تلف أنسجة الأنف ومستشعرات الرائحة بشكل دائم.
- التدخين والأدوية
يمكن لبعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، ومضادات الهيستامين أن تسبب أحيانا فقدان لحاسة الشم بشكل مؤقت، وخلال فترة تناول الأدوية، كما يؤثر التدخين على حاسة الشم والذوق معا، ولكن ما أن يقلع الفرد عن التدخين، يسترجع حاستي الذوق والشم.
تعليقات الفيسبوك