بعد مرور بضعة أشهر على تفشي جائحة الفيروس التاجي المستجد كورونا في جميع أنحاء العالم، أصبح ارتداء الكمامات الطبية أمر يوصي به الخبراء والصحة العالمية؛ إذ دعت الأخيرة الحكومات والدول إلى تشجيع مواطنيها على ارتداء الأقنعة والتي من بينها "القماش" بالمناطق التي لا تزال تعاني من انتشار مكثف لفيروس كورونا المستجد بجانب الأقنعة الطبية للعاملين في مجال الصحة ومقدمي الرعاية الصحية خلال نوباتهم، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وحسب منظمة الصحة العاليمة، الكمامة تأتي ضمن مصطلح "القناع"، شاملا الأقنعة المعدة في البيت، أو الأقنعة المرتجلة، والأقنعة الواقية من الغبار، والأقنعة الجراحية "التي يُطلق عليها في بعض الأحيان اسم "الأقنعة الطبية".
أنواع الأقنعة واستخداماتها
وللأقنعة عدة تصاميم، فهي أحادية الاستعمال في غالب الأحيان، كما أنّها تُعد لأغراض مختلفة منها الجراحة أو طب الأسنان أو الإجراءات الطبية أو العزل، أو الوقاية من الغبار أو أشعة الليزر.
أمّا الأقنعة التي تُستخدم، عادة، خارج مرافق الرعاية الصحية، قد تكون من القماش أو الورق، أو من مواد مشابهة، وتختلف أسماء الأقنعة ومعاييرها، باختلاف البلدان.

وبعد حديث الصحة العالمية السابق عن عدم فعالية الكمامات للأصحاء، خرج تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قائلا إنه يجب على الحكومات تشجيع عامة الناس على ارتداء الأقنعة في الأماكن التي يصعب فيها الحفاظ على التباعد الاجتماعي، مثل وسائل النقل العامة أو في المتاجر أو في بيئات أخرى محصورة أو مزدحمة، مضيفا أن الإرشادات المحدثة تحتوي على معلومات جديدة حول تكوين الأقنعة النسيجية، بناءً على البحث الأكاديمي الذي طلبته منظمة الصحة العالمية".
ومن الضروري، إذا جرى ارتداء أقنعة، استخدامها والتخلّص منها بالطرق السليمة، وضمان احتمالية فعاليتها، وتلافي أيّة زيادة في مخاطر سراية المرض، جرّاء استخدامها بطرق خاطئة.

ومع النصح الدائم بارتدائها، صارت الكمامة عبئا بسبب أنها غير قابلة لإعادة الاستخدام، لذا فكرت بعض الشركات في ابتكار نوع جديدا من الكمامات، عبارة عن كمامات نحاسية.
وبحسب دارسة علمية أجريت مؤخرا، في الوقت الحالي، معظم الأقنعة ليست مثل كمامات N95، التي تخلق ختمًا مثاليًا حول وجه مرتديها، بل أقنعة قماشية فضفاضة، تسمح للجسيمات بالدخول من خلال الفجوات في الجانب، وهذه الأقنعة غير مصممة للأشخاص المعرضين لخطر كبير.
وتعتمد فعالية القناع على كمية النحاس الموجودة فيه، كما يقول مايكل شميت، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة ساوث كارولينا الأمريكية الطبية، الذي درس استخدام النحاس في المنتجات الطبية، إذ إن جزيئات الفيروس صغيرة جدًا، لذلك تحتاج إلى مواجهة النحاس بالفعل لتعطيله، وأفضل الأقنعة النحاسية تحتوي على نحاس مدمج في كل الألياف، وليس فقط على طبقة واحدة مضمنة داخل القناع.
وتمت دراسة أقنعة النحاس من شركة Cupron فقط، وتتوفر حاليًا للمؤسسات فقط للشراء، وجرى تسجيلها من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية، لذلك يعتقد شميدت أنها جديرة بالثقة، ولكن معظم أقنعة النحاس الأخرى التي ظهرت لم تخضع للاختبار، ويحذر شميت: "لم تتبع العديد من الشركات التي تبيع أقنعة النحاس النهج الصارم لتسجيل منتجاتها أو إجراء دراسات لتقييم أقنعةها، ويمكن أن يكونوا مجرد مقلدين سيئين لقناع كوبرون".

نصائح لاستخدام الأقنعة بطريقة صحيحة
وعن النصائح المرتبطة بشأن استخدام الأقنعة بطرق سليمة، أوضحتها الصحة العالمية في تقرير لها من الممارسات المتبعة في مرافق الرعاية الصحية، وهي كالآتي:
- وضع القناع بعناية لتغطية الفم والأنف، وربطه بأمان للحد إلى أدنى مستوى من الثغرات بين الوجه والقناع.
- تجنّب لمس القناع أثناء ارتدائه، ولا بدّ كلّما تمت ملامسة قناع مستعمل، عند نزعه أو غسله مثلاً، من تنظيف الأيدي بالماء والصابون، أو بأحد المحاليل الكحولية لتنظيف الأيدي.
- الاستعاضة عن الأقنعة المبلّلة فورا، بأقنعة جديدة جافة ونظيفة.
- عدم استخدام الأقنعة الأحادية الاستعمال مرّة أخرى، ولا بدّ من التخلّص من الأقنعة الأحادية الاستعمال فور نزعها.

ينبغي في حال الاعتماد الحوائل البديلة للأقنعة الطبية المعيارية، مثل "الأقنعة القماشية ومناديل العنق والأقنعة الورقية والأقمشة التي تُستعمل كلثام على الأنف والفم"، عدم استخدامها لأكثر من مرّة.
ينبغي فيما يخص الأقنعة القماشية، تنظيفها جيدا قبل إعادة استعمالها، "تنظيفها بمواد التنظيف العادية في درجة حرارة عادية"، وينبغي نزعها فورا، بعد الاعتناء بالمريض، فضلا عن غسل الأيدي فورا، بعد نزع القناع.

طبيب يشرح الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامات الطبية
وعن كيفية الاستخدام الصحيح للكمامات المتواجدة بالصيدليات، أوضح الدكتور أحمد قاسم، طبيب صيدلي، في تصريح سابق لـ"الوطن"، أنه يجب الوجه الأزرق المقابل للخارج، والأبيض للداخل، وذلك لمنع وصول ميكروبات أو عدوى من الخارج إلى الأشخاص.
واستكمل، بينما العكس صحيح تمامًا، فإذا كان الشخص متواجدا بمستشفى، أو مكان طبي معقم، يجب ارتداء الكمامة، بتوجيه الوجه الأبيض للخارج، والأزرق للداخل، وذلك لمنع نقله لأي عدوى أو فيروس للمرضى.
تعليقات الفيسبوك