يبدو أن المرأة تتحمل دوماً العبء الأكبر فى أى أزمة، فمع مرور أكثر من 60 يوماً على بداية أزمة كورونا، ظهرت عديد من الدراسات تؤكد زيادة العنف المنزلى، وارتفاع نسب الانفصال والطلاق، نتيجة الملل والضغوط التى تترتب على الحظر والعزلة المنزلية.
المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، كشف فى دراسة حديثة أن الفيروس ساهم فى زيادة العنف، خاصة المنزلى ضد النساء، كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، فى بيان مصور أنه على الحكومات والدول حماية النساء والفتيات خلال أزمة كورونا.
لم تتوقف تداعيات أزمة كورونا عند حد نشوب خلافات أسرية، والعنف ضد الزوجات، إنما وصلت الأمور إلى حد الطلاق، وفقاً لإبراهيم على، رئيس مجلس إدارة صندوق المأذونين الشرعيين، حيث لاحظ بالفعل زيادة نسب الطلاق مؤخراً، لأسباب تتعلق بالظرف الراهن: «أول أسبوعين من بداية الحظر لم يكن هناك زيادة فى نسب الطلاق، ولكن مع انتهاء الأسبوع الثالث بدأت حالات الطلاق تتسارع، ولأسباب كثيرة، منها على سبيل المثال بقاء الرجال لأول مرة فى المنزل لفترة طويلة، واحتكاكهم بالزوجات والأبناء، فضلاً عن أن المرأة أيضاً غير معتادة على تدخل الرجل فى تفاصيل المنزل».
السبب الثانى من وجهة نظر «إبراهيم»، هو الظروف الاقتصادية الصعبة التى فرضتها الأزمة، خصوصاً على «الأرزقية»، الذين يتكسبون الرزق يوماً بيوم: «عجز الزوج عن الإنفاق أحد الأسباب التى أدت إلى زيادة نسب الطلاق، ونحاول منع كثير من الحالات من الوصول للطلاق على قدر استطاعتنا». من جانبها أشارت الدكتورة عزة كامل، الناشطة الحقوقية فى مجال المرأة، إلى أن ازدياد العنف المنزلى يعد نتيجة مباشرة لأزمة كورونا: «الأمر يكون قاسياً على الأسر الفقيرة، ليس فقط بسبب فقدان الوظائف، أو عدم إيجاد مصدر رزق بديل، بل أيضاً بسبب المساحات الضيقة التى تعيش بها، حيث تؤثر على نفسية أفرادها، وتزيد من الاحتكاك والمشاحنات بينهم». وأكدت «عزة» أن مواقع التواصل الاجتماعى مليئة بشهادات عن العنف المنزلى، بطلاتها من الفتيات وليس النساء المتزوجات فقط: «لا يوجد حلول قطعية، ولكن لا بد من استمرار خدمات دعم المرأة مثل البيوت الآمنة، التى توفرها وزارة الشئون الاجتماعية، كذلك الخطوط الساخنة، التى تتيحها منظمات المجتمع المدنى، وتعمل على مساندة ودعم النساء ولو تليفونياً».
تعليقات الفيسبوك