بلد "الرعاية الصحية".. كيف حققت كوبا "معجزة" أمام كورونا؟
رغم صغر حجمها وضعف إمكانياتها، إلا أن كوبا استطاعت أن تسجل اسمها بالخط العريض ضمن الدول التي نجحت في مواجهة وباء كورونا المستجد "كوفيد 19"، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
ومنذ بداية انتشار "كوفيد-19" في أواخر عام 2019، لم تسجل الدولة الواقعة في منطقة الكاريبي سوى 1983 إصابة بالفيروس، من بينها 82 حالة وفاة.
أما حالات الشفاء فبلغت 1734، ما يعني أن غالبية المصابين تماثلوا للشفاء.
وهذه المؤشرات تدل على أن استراتيجية كوبا حققت نجاحا باهرا في مكافحة الفيروس، الذي خلف في المقابل رعبا وخسائر بشرية ضخمة في معظم دول العالم.
وتعد كوبا، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، واحدة من الدول التي تحركت بسرعة للتعامل مع ما وصف آنذاك بـ"التهديد الناشئ".
وتتمتع الجمهورية الكوبية بالعديد من المزايا عكس الكثير من الدول، بما في ذلك الرعاية الصحية الشاملة والمجانية، إلى جانب توفرها على أعلى نسبة من الأطباء في العالم، إضافة إلى "صناعة طبية" متقدمة.
وفيما يخص المؤشرات الصحية، فتسجل الدولة، التي يديرها شيوعيون وتعاني منذ سنوات من عقوبات أمريكية، ارتفاعا في متوسط الأعمار، وانخفاضا في معدل وفيات الرضع.
وسجلت كوبا أول حالة للمرض يوم 11 مارس، وقبل ذلك بأكثر من 3 أشهر كانت قد جهزت بالفعل خطة للتعامل مع الجائحة.
وقال الخبراء إن من بين أسباب نجاح هافانا في احتواء الفيروس هو رد فعلها السريع، بما في ذلك إعداد "خطة الوقاية والسيطرة" في يناير، وتدريب الطاقم الطبي وإعداد المرافق الطبي وتوعية الناس.
كما قامت سلطات البلاد بإغلاق الحدود وفرض إجراءات المراقبة وتكثيف الفحوصات، ووضع المستشفيات العسكرية في خدمة المرضى المصابين.
ومن بين الأمور اللافتة، خلال جائحة كورونا، إقدام كوبا على "تصدير" عدد مهم من الأطباء إلى دول العالم لمساعدتها على مواجهة "كوفيد-19".
وقالت تقارير إعلامية إنه جرى إرسال أكثر من 1200 من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية إلى نحو 22 دولة في مختلف القارات، من بينها أوروبا وأفريقيا.
وأبرز مراقبون أن كوبا مدت يدها إلى العالم واعتمدت على "ديبلوماسية الأطباء" رغم العقوبات والحصار المفروض عليها، مما جعلها تكسر العزلة وتتصدر عناوين الأخبار العالمية.
واشتهرت كوبا فيما مضى بإرسالها فرقا طبية إلى الدول التي تواجه كوارث طبيعية، مثل الزلازل والفيضانات.
وتتوفر كوبا على أكثر من 100 ألف طبيب، بنسبة 9 أطباء لكل 1000 مواطن، إضافة إلى أزيد من 485 ألف من العاملين في الرعاية الصحية.
واستثمار كوبا في القطاع الصحي لا يقتصر على العنصر البشري فحسب، بل التكنولوجيا كذلك.
والنظام الطبي الكوبي يعمل بمبدأ "الوقاية خير من العلاج"، إذ يتوفر على عدد من المختبرات المتطورة التي تعمل على مدار الساعة لإنتاج لقاحات ناجعة، مثل ما حدث خلال انتشار حمى الضنك أو الالتهاب السحائي.
هذا الأمر يتأكد مرة أخرى مع كورونا، حيث تعتمد حاليا سلطات البلاد الصحية على عقارين من صناعتها، ساهما في خفض كبير في عدد الوفيات.
من ناحية أخرى، توصف كوبا بـ"دولة السياحة الطبية"، حيث تستقبل سنويا نسبة مهمة من السياح، تأتي للاستفادة من الخدمات الطبية المتقدمة.
وتحتضن كوبا مستشفيات عالية الجودة تقدم خدمات طبية احترافية بأسعار معقولة، كما أن نفقات الإقامة فيها والسفر إليها رخيصة.
ويعد أيضا المناخ الاستوائي الذي تمتاز به مواتيا للمرضى الذين يتعافون من العمليات الجراحية، وأولئك الذين يخضعون لعلاجات الإدمان.
تعليقات الفيسبوك