تحذيرات من ذروة ثانية لكورونا.. أوبئة عانى العالم من موجات متتالية لها
حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن الدول التي تشهد تراجعا في الإصابات بفيروس كورونا، لا تزال تواجه خطر "ذروة ثانية فورية" إذا أوقفت إجراءات وقف تفشى المرض، بشكل أسرع مما يلزم.
وقال رئيس حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الدكتور مايك رايان، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، إن العالم لا يزال في منتصف الموجة الأولى من التفشي.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تنخفض فيه الإصابات في دول كثيرة، فإن الأعداد تتحرك باتجاه الصعود في أميركا الوسطى والجنوبية، وجنوب آسيا، وأفريقيا. بحسب "سكاي نيوز"
وقال "عندما نتحدث عن موجة ثانية فإن ما نقصده في أغلب الأحيان أنه سيكون هناك موجة أولى قائمة بذاتها من المرض، ثم يعود (المرض) بعد أشهر. وقد تكون هذه حقيقة واقعة في بلدان كثيرة في فترة تقاس بالأشهر"، وفق ما نقلت "رويترز".
الأنفلونزا الإسبانية

شهد العالم فيروسات وبائية عديدة لكن أكثرها شراسة في التاريخ المعاصر كانت الأنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت أنحاء العالم بين سبتمبر و1918 وأبريل 1919، سجل الضحايا الأوائل المثبتين للفيروس في الولايات المتحدة، ثم تفشى في أوروبا قبل أن يمتد إلى العالم كله، وقدّر معدّل الوفيات بـ2.5% (وفق المراكز الأمريكية).
انتشرت الأنفلونزا الإسبانية على ثلاث موجات قبل اختفائها. فالموجة الأولى ظهرت في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في ربيع عام 1918، وتسببت في عدد قليل من الضحايا وبدت إلى حد كبير مثل الأنفلونزا الموسمية. بحسب "فرانس برس".
لاحقا اندلعت موجة ثانية في أواخر أغسطس من نفس العام، وهذه المرة كانت أكثر ضراوة وحدثت خلالها غالبية الوفيات البالغ عددها 50 مليونًا في الأسابيع الثلاثة عشر بين منتصف سبتمبر 1918 ومنتصف ديسمبر.
أما الموجة الثالثة والأخيرة فقد وقعت في الأشهر الأولى من عام 1919 واستمرت حتى الربيع، وكانت أقل شدة من الموجة الثانية. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن عدد الموجات وتسلسلها الزمني تختلف بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.
الطاعون

بعد مضي نحو 3 قرون على أهوال فترة الطاعون الأسود، أو الطاعون الدبلي، الذي عصف بالعالم خلال القرن الرابع عشر وتسبب في وفاة ما يزيد عن 40 مليون أوروبي أي حوالي ثلث سكان القارة، عاشت أوروبا خلال القرن السابع عشر على وقع موجة أخرى من هذا الوباء الذي قيل إنه حلّ بها قادما من الصين عن طريق السفن التجارية لينتشر في غضون سنوات بالعديد من أرجائها.
وبإنجلترا، حل وباء الطاعون الدبلي مجددا بين عامي 1665 و1666 ليتسبب في وفاة عدد كبير من سكانها، وبحسب العديد من المصادر، فقد ظهر الطاعون بإنجلترا قادما من هولندا التي عانت منذ مطلع القرن السابع عشر من موجات طاعون متقطعة. بحسب "العربية".
الكوليرا

خلال القرن التاسع عشر، عانت البشرية من ويلات مرض الكوليرا الذي عصف بالعالم من خلال موجات عديدة متسببا في سقوط ملايين الضحايا. وسجّل هذا المرض لأكثر من مرة ظهوره ببلاد الهند لينتشر ويتفشى منها نحو مختلف الدول وسط عجز شبه تام من السلطات على احتوائه.
فعلى الرغم من مجهودات جبارة بذلها أطباء وعلماء تلك الفترة لفهم طبيعة الكوليرا، واصل هذا الوباء تفشيه حاصدا في طريقه مزيدا من الأرواح بسبب النظريات القديمة السائدة حول طرق انتقال العدوى. بحسب "العربية".
وخلال صيف 1832، مرّت الكوليرا بنيويورك فعانى ضحاياها من الإسهال الشديد والغثيان والقيء كما تسببت في غضون أسابيع قليلة في وفاة نحو 3500 شخص من سكان نيويورك المقدر عددهم حينها بربع مليون نسمة.
ومع عودتها سنة 1849، قتلت الكوليرا حوالي 5000 من سكان المدينة. وبسبب النظريات العلمية القديمة السائدة حينها بالعالم، لعبت موجات الكوليرا المتتالية دورا هاما في تغيير شكل وتقسيم مدينة نيويورك مانحة إياها جانبا من ملامح المدينة التي نعرفها اليوم.
وباء أيبولا
في ديسمبر 2013، انتشر الفيروس أيبولا القاتل شديد العدوى بسرعة عبر غينيا، إلى ليبيريا وسيراليون المجاورتين، ليعرف بعدها باسم فاشية "فيروس إيبولا في غرب أفريقيا"، الأمر الذي كاد يتسبب بانهيار اقتصادات البلدان الثلاثة، وخلال ذلك العام، توفي حوالي 6000 شخص جراء الفيروس.
وعاد الوباء ليضرب مجدد في العام 2018، وهذه المرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث فقد أكثر من 2200 شخص حياتهم، من بين حوالي 3300 إصابة تم تأكيدها، بحسب "سكاي نيوز".
زيكا
على الرغم من أن زيكا ليس فيروسا قاتلا، لكن منظمة الصحة العالمية حددت الفيروس والحمى الناجمة عنه مرضا وبائيا، بالنظر إلى علاقته بالتشوه الخلقي عند الأطفال حديثي الولادة، وهي الحالة التي صارت تعرف باسم "صغر الرأس"، التي تنجم عن طريق انتقال العدوى من الأم الحامل إلى الجنين.
وتفشى الفيروس مرتين في العقد الماضي، الأولى في بولينيزيا الفرنسية في العام 2013، والثانية في البرازيل عام 2015، وفي عام 2016، تم الإعلان أنه لا يوجد علاج أو تطعيم وقائي ضد فيروس زيكا، الذي ينتشر بواسطة بعوضة الحمى الصفراء.
كورونا
في العام 2012، ظهر فيروس كورونا، الذي صار يعرف باسم "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" أو "متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد"، وأطلق عليه في بادئ الأمر اسم "فيروس كورونا الجديد"، تماما كما هو الحال مع فيروس ووهان الحالي في الصين.
واعتبارا من يوليو 2015، أبلغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في أكثر من 21 دولة. بحسب "سكاي نيوز".
وبحسب آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية، في 24 أبريل 2014، تم تشخيص 254 حالة مؤكدة في العالم توفي منهم 93.
تعليقات الفيسبوك