فى نفس توقيت صلاة العيد، استيقظ الصغار فرحين بيومهم، ارتدوا ملابسهم الجديدة واصطفوا لوضع خطة اليوم معاً، لا يعترفون بحظر، ولم يشغل بالهم انتشار فيروس كورونا، الذى تسبب فى توقف الحياة نسبياً، وغياب مراسم الاحتفال بعيد الفطر لأول مرة، لم يتغير شىء بداخلهم، تحلوا بنفس البهجة المغلفة بالبراءة، باحثين عن حيل للاستمتاع بأوقاتهم الاستثنائية، اتفقوا على التجول فى قريتهم «صان الحجر» بمحافظة الشرقية، واللعب وترديد أغانى العيد، متبادلين الضحكات والعيديات، وعازمين على العودة لمنازلهم فى نهاية اليوم كعادة كل عام.
«مفيش مراجيح السنة دى، بس أكلنا كشرى واتمشينا»، تقولها بسنت حسن، الطالبة فى الصف الخامس الابتدائى، مؤكدة أنها لا تطيق المكوث فى البيت يوم العيد، الذى تنتظره من العام للعام، لافتة إلى أنه لم يتغير شكل احتفالها، فاشترت ملابس جديدة، واستيقظت مع نسمات الصباح الأولى من اليوم، وارتدت زيها وخرجت مع أطفال الجيران: «متفقين من بالليل نخرج سوا، وأهالينا سابونا نتبسط».
أكثر من ١٠ أطفال تجمعوا معاً، واتفقوا على شىء واحد «الاستمتاع فقط»، دون النظر للإجراءات الاحترازية والوقائية لمكافحة الفيروس المستجد فى جميع أنحاء الجمهورية، وقادتهم فطرتهم لصنع ذكريات جديدة، ولكن بنكهة مختلفة هذا العام، خالية من الملاهى والاحتفال.
«عملت شعرى فى الكوافير أنا وأخواتى، عشان نحس بالتغيير»، تقولها آية جمعة، طالبة فى الصف الأول الإعدادى، مؤكدة أنه لا يوجد سبب يمنعهم من الاحتفال بالعيد، والذهاب للأقارب، للحصول على العيدية، وارتداء الملابس الجديدة.
تحكى ابنة الـ١٢ عاماً أن لديهم فى المدينة منطقة أثرية، ذهبوا إليها، لالتقاط الصور التذكارية هناك، واللعب حتى الغروب، تعويضاً عن غياب «المراجيح»: «وعملنا مرجيحة فى الشارع ولعبنا وحسينا بالفرحة، أصل العيد بلمتنا أنا وصحابى».
تعليقات الفيسبوك