كاريكاتير للفنان رؤوف عبده بمناسبة عيد الفطر
السخرية بهدف التبصير، هو دور الكاريكاتير الذي عرف طريقه إلى الصحافة المصرية من خلال المطبوعات اليومية والأسبوعية، وهو الوجه الأكثر انتشارًا للفنون التشكيلية لتجاوزه المحليه وتخطيه حاجز اللغة، ارتبطت شعبيته بالأحداث والمناسبات الجارية، كان لـ عيد الفطر المبارك نصيب كبير من الكاريكاتير باختلاف تناولاته، لنتجول في عدد منها منذ وقت الملكية مرورا بفترة الستينات والسبعينات حتى الثمانينات.
صلاح جاهين، الفريد في رسم الكاريكاتير كما كان فريدا في قصائده الشعرية فعمل في كثير من الصحف منها "الأهرام" ومجلة "روز اليوسف" و"صباح الخير" التي ترأس تحريرها لفترة، كان للكاريكاتير صبغة اجتماعية فكاهية مميزة، ونشر موقع "أرشيف الصحافة المصرية" التابع لمكتبة الإسكندرية، وعبر عن عيد الفطر بأساليب فكاهية وساخرة من بعض العادات المتبعة.
خروف يتحدث مع شبيهه الذي تسلق شجرة ويأبى النزول ظنًا منه أن العيد الحالي هو الأضحى ليتحدث الواقف على الأرض "انزل ماتبقاش جبان.. بشرفي العيد ده بتاع الكحك"، منشور في صحيفة الأهرام في يناير عام 1977.
يبدو أن عيد الفطر واكب حرا شديدا عام 1983، وتحديدا في شهر يوليو من ذلك العام ليعبر عنه جاهين برسم كاريكاتير لطفل حافي القدمين ويرتدي "طاسة" لتحميه من أشعة الشمس مدونا "عيد سعيد وحر شديد".
البومب والصواريخ، ألعاب العيد التي وثقها جاهين بسخرية من الفزع الذي تتسبب فيه، فيعبر عنها بمبالغة في حجم "بومبة" يرفعها طفل ويخبر صاحبه "شوف يا ابني أنا معايا بومبة قد إيه؟"، ونشره في الأهرام كذلك عام 1983.
وتحت عنوان "ضحكات منزلية" كان خصم كحكيتين هو جزاء المسحراتي في الكاريكاتير المنشور عام 1988، بعد أن خرج عليه مواطن من شرفة منزله وهو غاضب ويخبره "بتنده على اسمي مجرّد من الألقاب؟ .. مخصوم منك كحكيتين في العيد".
"لأول مرة يوجد كحك اقتصادي.. خالي من الدقيق والسمن والسكر.. الكيلو بـ5 جنيه"، كاريكاتير ساخر نشر رفقة ثلاثة آخرين في مربع أطلقت عليه صحيفة "روز اليوسف" عام 1989 "لوزام العيد"، ليظهر فيه فتاة تخبر شقيقها الذي يحمل العديد من "صاجات الكحك" وتقول له: "حاسب قوي على الصاج الفقاني عشان هو اللي في الكحك والباقي ديكور"، وفي ركن ثالث موظف يتوجه بأطفاله الثلاثة لمحل ملابس جاهزة ليخبره البائع "لو عايز توفر ثمن كسوة العيد.. خدلهم مايوهات"، وبائع "بلالين العيد" له نصيبه موجها سلعته في وجه الشاري ليؤلف أي كلام من أجل بيع البلالين "مش كل البالون زي بعضه يا بيه.. أنا اللي عندي مليان هوا نقي مش ملوث".
صاجات الكحك الديكور كإحدى العادات لتبين النسوة قدرتهن على صناعة العديد من الصاجات وكان دعوة للتفاخر، عبر عنها رسام الكاريكاتير الراحل رؤوف عبده، والذي يعتبر أول مَن أدخل فن الكاريكاتير في الإذاعة من خلال برنامج يومي في إذاعة صوت العرب عام 1967، بإظهاره فتاتين إحداهما تحمل على رأسها العديد من الصاجات والأخرى تحمل صاجا واحدا من الكحك فتقول الأولى: "كلام في سرك.. الكحك في أول صاج من فوق بس".
"شايفة الكحك يا ليلى..؟!"، أسلوب ساخر أخر لرؤوف عبده تعبيرا عن الإفراط في صنع الكحك للاحتفال بعيد الفطر المبارك، واعتباره طقسا أساسيا.
وأظهر هوس السيدات بعمل الكحك في كاريكاتير آخر تظهر فيه لوحة لفنان تشكيلي وتقف أمامه سيدة تقول: "عجبتني لوحة الكحك قوي.. أديني الطريقة بتاعته".
الملابس الرسمية لملك مصر معلقة في الهواء ورجال بملابس أطفال يمدون أياديهم لالتقاطها، ذلك الكاريكاتير الساخر ربطه أول رسام كاريكاتير في الصحافة المصرية محمد عبدالمنعم رخا، بالاحتفال بعيد الفطر المبارك، حيث دوّن تعليقا على الرسم "كسوة الرياسة.. كسوة العيد التي يحلم بها أطفال السياسة"، ونشره موقع ذاكرة مصر المعاصرة التابع لمكتبة الإسكندرية، حيث اعتاد رخا على استخدام فنه في أغراض سياسية واجتماعية ما جعل تعرض للحبس لمدة 4 سنوات عام 1933 بتهمة الإساءة للملك.
تعليقات الفيسبوك