أجمع عدد من أطباء التغذية العلاجية على ضروة منح الجسم قسطا من الراحة بعد فترة الصيام، حتى لا تحدث نزلات معوية تتطلب الذهاب إلى المستشفى، وهذا أمر صعب للغاية قي تلك الأثناء حيث أن الذهاب إلى المستشفيات في هذا التوقيت، ربما يكون عامل مساعد في نقل العدوى إلى الأصحاء، مجمعين على أنه لابد من الإبتعاد عن تناول الأغذية التي قد تؤدي إلى مشكلات معوية.
من جانبه، يقول الدكتور عادل محمد البرعي شريف، استشاري تغذية علاجية ورئيس قسم الأمراض الروماتيزمية بمستشفى إمبابة، إنه لا يجب التكالب على الأطعمة والمشروبات بشكل يختلف عما اعتادت عليه المعدة في شهر رمضان، إلى جانب عدم تناول الوجبات السريعة والمشروبات الخارجية والحرص على توزيع الوقت بين الوجبات، إلى جانب التدرج في العودة للحياة الطبيعية ماقبل الصيام ورمضان: "يجب تناول الكعك والبسكوت والبتي فور ونحوه بإعتدال مع احتياط ذوي الأمراض المزمنة حتى لا يتعارض تناوله مع تنظيم العلاج".
ويشير "البرعي" إلى أنه من الممكن تحضير محلول لمعالجة الجفاف الناتج عن النزلات المعوية منزليا بدلا من الذهاب إلى المستشفى: "طريقة عمل محلول جفاف ذاتيا بالمنزل، سهلة، ويتكون من ٢ ملعقة كبيرة عسل و٢ملعقة كبيرة سكر في لتر ماء مغلي، ويضاف ربع ملعقة صغيرة ملح أو، كربونات صودا".
يمسك بطرف الحديث د. وسام وائل، طبيب، ويقول إن الجسم في تلك المرحلة في استراحة محارب، فبعد مرور شهر رمضان لابد له أن يستريح بعض الشئ: "العادات الغذائية الضارة لم تكن موجودة في رمضان، بسبب الصيام، لكن مع بداية العيد، يعود الناس مرة آخرى للعادات التي تضر الجسم، من مشروبات غازية وأطعمة مشبعة بالدهون وأوقات غير منتظمة للأكل بعد ما اعتادت المعدة على تناول الطعام مساء طوال شهر رمضان، كل العوامل دي تتسبب في كثير من المشكلات ليس على مستوى الجهاز الهضمي وحسب بل الكلي والكبد وجهاز المناعة وتسبب أمراض السمنة وتصلب الشرايين وأمراض القلب والتهاب المفاصل، بل أيضا اضطرابات النوم والأرق تشارك في حدوثها تلك العادات الضاره بفاعلية".
وينصح "وائل" بضرورة الحد من تناول الكعك، حيث أنه مشبع بالدهون ويحتوي على كميات كبيرة من السكريات: "سرعان ما يتحول إلى دهون عنيدة في الجسم والشرايين، إلى جانب أنه يضيف سعرات حرارية زائدة للجسم، لأنه يحتوي على العديد منها بنسبة قد تصل إلى 30٪ من مكونات الكعكة الواحدة".
ويضيف قائلا: "يجب الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات الغنية بالمعادن والفيتامينات التي قد تكون تأثرت في خلال شهر رمضان المبارك وأصبح الجسم في حاجة إلى العناصر الغذائية المستمدة منها، يجب أيضا الابتعاد عن تناول الأطعمة السريعة لاحتوائها على أطنان من الزيوت والدهون".
ويقول د. أحمد عبدالعاطي، طبيب تغذية علاجية أن النزلات المعوية أحد أشهر الأمراض التي تنتشر في عيد الفطر، نظرا لتناول أطعمة بكثرة في أوقات اعتادت المعدة فيها على السكون، وتكون أشهر الأعراض مغص وألام وتقلصات بالبطن إلى جانب القئ أو الغثيان و ارتفاع في درجة الحرارة، وهذا ما قد يجعل الأعراض تتشابه من أعراض فيروس كورونا: "لابد من التقليل من كميات الطعام خصوصا أول يوم العيد لأن المعدة لا تكون جاهزة للهضم"، مشيرا إلى أنه في حالة الرغبة الشديدة في تناول كعك العيد فلابد من شرب الحلبة وذلك لقدرتها على مساعدة الكبد في هضم الدهون، إلى جانب ضرورة تناول كعكة واحدة فقط في اليوم حتى لا تتراكم الدهون في الجسم، والإكثار من تناول الخضروات لما لها من قدرة على امتصاص الدهون.
تعليقات الفيسبوك