استخدم باحثون في دراسة حديثة، الفئران المعدلة وراثيا من أجل علاج عاصفة السيتوكين التي تدمر الجهاز المناعي وتسبب فشل أعضاء الجسم ومن بينها الرئتين بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأوضح ألكسندر ماكاروف، مدير معهد إنجلهاردت للبيولوجيا، أن خبراء المعهد استخدموا الفئران المخبرية المعدلة وراثيا، في علاج "عاصفة السيتوكين" التي تسبب مضاعفات عند مرضى "كوفيد-19"، حسبما ذكر "روسيا اليوم".
وأشار "ماكاروف"، إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن حيوانات مخبرية، معدلة وراثيا باستخدام التكنولوجيا الوراثية، التي يصبح جسمها بعد ذلك يحاكي جسم الإنسان، في اختبار وسائل علاج مختلف الأمراض.
وذكر في اجتماع حول تطوير التقنيات الوراثية في روسيا، الذي يعقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "نحن نعمل مع فئران مخبرية معدلة وراثيا يطلق عليها "فئران بشرية" لأن جينات بشرية حلت محل جزء من جينات هذه الفئران".
وأضاف، "غير الخبراء جينات بعض هذه الفئران، بجينات سيتوكين بشرية، بهدف دراسة تأثير عاصفة السيتوكين، التي يسببها بشكل رئيسي انترلوكين-6".
وقد أظهر علاج مركب لحجب السيتوكين فعالية عالية في علاج هذا المرض التنفسي.
ماهي عاصفة السيتوكين ؟
"عاصفة السيتوكين"، تحصل نتيجة رد فعل عنيف لمنظومة مناعة الجسم، يؤدي إلى ارتفاع مستوى السيتوكينات (الجزيئات التي تتحكم بالاستجابة المناعية) في الدم، ما يؤدي إلى الفوضى وبالتالي مهاجمة وتدمير خلايا وأنسجة وأعضاء الجسم، وتكون النتيجة في النهاية الموت.
وتتم مهاجمة الخلايا المناعية لنفسها بدلا من أن تهاجم الفيروس، فتهاجم الرئتان نفسيهما بدلا من أن تحميهما، ويتزامن ذلك مع حدوث تسرب في الأوعية الدموية وتجلط للدم، كما ينخفض ضغط الدم، وتبدأ أجهزة الجسم الفشل في أداء وظائفها، وتعرف هذة الحالة باسم رد الفعل المناعي، حيث يهاجم الجسم نفسه بدلا من العدوى.
كيف تؤثر على الجسم ؟
أوضح العلماء أن تزايد عدد بروتينات "السيتوكين"، المسؤولة عن زيادة النشاط المناعي للخلايا، على نحو يفوق المعدلات الطبيعية، قد يجعل جهاز المناعة عاجزا عن السيطرة عليها أو وقفها، وفي تلك الحالة، تنتشر هذه البروتينات في أماكن مختلفة من الجسم، وليس فقط في المناطق المصابة بالعدوى فيه، وتبدأ في مهاجمة الخلايا السليمة، والتهام كرات الدم البيضاء والحمراء، وتدمير الكبد، فيما يعرف باسم "عاصفة السيتوكين".
وفي ذلك الوقت، تُفتح جدران الأوعية الدموية للسماح للخلايا المناعية، بالدخول للأنسجة المحيطة، لكن هذه الأوعية تشهد تسربا شديدا لما بداخلها، إلى حد قد يؤدي إلى أن تُغمر الرئتان بالسوائل، وينخفض ضغط الدم.
تعليقات الفيسبوك