صاحب العصبة الحمراء أبو دُجانة الأنصاري، أحد المشاركين في قتل مدعي النبوة الأشهر مسيلمة الكذاب، هو في الأصل واحد من صحابة رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم.
اسمه أبودجانة سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري، من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، من الأنصار من بني ساعدة، وآخى الرسول بينه وبين عتبة بن غزوان.
وبحسب كتاب قصص الصحابة والصالحين، للشيخ محمد متولي الشعراوى، كان أبودجانة من المؤمنين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فعاهد الله ورسوله الكريم على إعلاء راية الإسلام والدفاع عنه حتى آخر رمق، فكان له نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة الرسول، فحضر غزوة بدر، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت، يشق صفوف الأعداء ويقتلهم، إذ قتل يومها زمعة بن الأسود أحد رجال قريش المعادين لنبي الإسلام.
وعن الزبير بن العوام قال: عرض رسول الله سيفًا يوم اُحد فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟"، فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني، ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟"، فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني، ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟"، فقام أبو دجانة سماك بن خرشة، فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فما حقه؟ قال: "ألا تقتل به مسلمًا، ولا تفر به عن كافر"، قال: فدفعه إليه، وكان إذا كان أراد القتال أعلم بعصابة.
وامتدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شجاعة أبي دجانة يومًا فقال: "لقد رأيتني يوم أحد، وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني، وطلحة عن يساري. وكان سيف أبي دجانة غير دميم".
أبرز مواقف أبي دُجانة مع الرسول
عن قتادة بن النعمان قال: كنت نصب وجه رسول الله، يوم أحد، وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيًا لظهر رسول الله بظهره، حتى امتلأ ظهره سهامًا.
وقال زيد بن أسلم: دخل على أبي دجانة وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقيل له: ما لوجهك يتهلل، فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا.
وكان أبو دجانة هو من قتل الحارث بن أبي زينب فارس اليهود يوم خيبر، كما كان ممن ثبتوا مع النبي محمد يوم حنين، وبعد وفاة النبي محمد، شارك أبو دجانة في حروب الردة، وكان في جيش خالد بن الوليد الذي توجّه إلى اليمامة.
ولما اشتد القتال يوم اليمامة، وكادت الدائرة تدور على المسلمين، رمى أبو دجانة بنفسه إلى داخل الحديقة التي تحصّن فيها أنصار مسيلمة، فانكسرت رجله، فقاتل وهو مكسور القدم، وكان ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب، ثم استشهد يومئذ.
تعليقات الفيسبوك