حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، أحد الصحابة الذين اتصفوا بكثرة مرافقتهم للرسول صلى الله عليه وسلم في معظم أوقاتهم، وشارك "حنظلة"، مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى مكة، حيث إنّه ترك المدينة المنورة وذهب إلى مكة المكرمة؛ لقتال المشركين.
وكان "حنظلة" رضي الله عنه من كبار سادة المسلمين وفضلائهم، وأسلم مع قومه من الأنصار، وذلك عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة المنورة، فكان من المصدقين له، ولقد عانى الكثير من العذاب والألم بسبب عداء والده لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، فما زاده ذلك إلا قرباً من الله، وخشيةً منه، وحباً له، حسب كتاب "قصص الصحابة والصالحين"، للشيخ محمد متولي الشعراوي.
طلب "حنظلة بن أبي عامر الأنصاري"، من الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يتزوج من جميلة بنت عبدالله بن أبي بن سلول، فتزوج منها في اليوم السابع من أيام معركة أُحد، وفي اليوم التالي لزفافه منها سمع المنادي ينادي من أجل الجهاد في غزوة أُحد، فقام حنظلة من فراشه، وأسرع لتلبية نداء الجهاد في سبيل الله، دون أن يغتسل، فشارك في القتال حتى استشهد على يد أبي سفيان بن حرب، بمساعدة الأسود بن شعوب، إذا أنّ أبا سفيان بن حرب قام بالصراخ قائلاً بأنّ حنظلة بن أبي عامر الأنصاري يريد ذبحه، فسمعه الأسود بن شعوب، فذهب لمساعدة أبي سفيان، فطعن حنظلة من الخلف، فسقط رضي الله عنه على الأرض شهيداً في غزوة أُحد.
وسُمي حنظلة بـ "غسيل الملائكة"، لأنه عندما انتهت غزوة أُحد، ذهب الصحابة لإخبار زوجته بخبر استشهاده أخبرتهم بأنه لم يغتسل لأنّه خرج مسرعاً لتلبية نداء الجهاد، وعندما علم بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، أخبر الصحابة بأنه رأى الملائكة تغسله بماء "المزن"، وبذلك فإن الله كرمه بمنزلة عالية، حيث إنّ ماء المزن هو ماء نقي يمنحه الله عزّ وجل للأشخاص الذين يريد تكريمهم، ولا بدّ من الإشارة بأن بعض الصحابة أكدوا بأنهم عندما وجدوا جثمان حنظلة كان رأسه يتساقط منه الماء.
تعليقات الفيسبوك