تتميز محافظة قنا، بعدد كبير من الأكلات في شهر رمضان الكريم، لابد أن تكون على مائدة الإفطار يوميًا، ولا تختلف عليها الأسرة في تناولها، إضافة إلى مشروبات وحلويات، مثل الكنافة البلدي، التي لا يخلو منزل من بيوت الأرياف منها.
تقول نعمة الله محمد، 75 عامًا، من أبناء قرية أبو مناع في دشنا، إن الأكل في شهر رمضان، حتى لو كانت المائدة فقيرة، يكون له مذاق مختلف بسبب اللمة التي تلتف حول السفرة.
وأوضحت أن أشهر الأكلات التي لا زالت تحتفظ بها الأسرة رغم حداثة المطبخ الحديث في إعداد الأطعمة، وإضافة مدخلات جديدة على الأطعمة، غيرت من طعمها، إلا أن هناك أكلات لا يمكن أن تتغير.
وتابعت: أن الفطير باللحمة، يكون من الاطعمة التي تقدم في أول يوم رمضان في قنا، خاصة القرى، حيث يتم تجهيز الفطير من خلال دقيق القمح من الصباح، ونشبه من خلال الفرن البلدي أو البوتاجاز الحديثة، وإعداد الشربة الخاصة بها، عن طريق البصل وقليل من الطماطم، يضاف عليها شوربة اللحمة، وخلال الفطار، يتم فت الفطير في إناء مخصص لذلك، حسب عدد أفراد العائلة، يضاف عليه اللحمة المقطعة، إلى شرائح صغيرة.
وأضافت أن مائدة شهر رمضان، لا تخلو من المزبوبة، ويتم إعدادها عن طريق العجين السائل، على هيئة أقراص طرية، يتم فتها في إناء، ووضع عليها اللبن المخلوط بالتمر المغلي، ويتم تناولها، وبعض الاشخاص أو الأسر، تضع عليها شوربة الفطير البلدي.
وتابعت كما أن الاسرة الريفية في شهر رمضان، تعد الكنافة البلدي، التي يتم تجهيزها في المنزل، حيث يتم عمل العجينة السائلة، بخليط كميات من دقيق القمح والمياه، ووضع ساج على ظهر الكانون أو موقد بلدي، يتم إشعاله بالحطب المعد مسبقًا، و"كوز به خروم صغيرة"، ويتم رشها على الساج، وتخرج خيوط أسمك وأغلظ من الكنافة الآلي، ويتم في الفطار بإعدادها، إما باللبن أو بالسكر، وتقدم في أطباق لأفراد الأسرة بعد الفطار.
حسني يوسف، 55 عامًا، إن الرقاق باللحمة أساسيًا في شهر رمضان، من أشهر ما تتناوله خلاله ويتم تجهيزه بمعرفة ربة الأسرة، وطبق الخشاف.
وخلال شهر رمضان لابد من إعداد أطباق العدس الأحمر وأبو جبة المطهي من لية الخروف، ولابد أن تكون المائدة مطعمة به في إحدى الوجبات الأساسية، التي تمد الانسان بالطاقة، خاصة خلال الساعات الأولى، من الذين يعملون في الزراعة في نهار رمضان، حتى يمكنهم إكمال صيام اليوم كاملا، دون عطش أو جوع.
بينما تتميز قرية أبودياب غرب بدشنا، بحسب قول أحد أبنائها، إبراهيم كمال، بفطيرة الصونية البيتي المحلاة بالسكر والسمن البلدي، وبعضنا يضع مهلبية عليها.
كما أن من الطقوس المهمة في شهر رمضان، في إعداد المخبوزات التي يجري إعدادها خلال النصف الثاني من الشهر الكريم، بتجمع نساء العائلة، على مدار عدة أيام، في إعدادها وانتاجها من خلال الفرن البلدي، ويتم توزيعها على بعضهم البعض حسب عدد أفراد الأسرة الواحدة، كما أن هذه الاجواء، لا تكون حاضرة سوى في رمضان، والأفراح في العام، ويتم تناولها في خلال أيام العيد، وتوزيعها في المقابر.
أما "العصيدة"، ضمن الاكلات التي ورثتها الأسرة الريفية في الصعيد، خاصة قنا، وهي عجينة دقيق قمح، عادة تعمل يوم انتاج العيش الشمسي، ويتم وضع عليها كمية من العسل الأسود والسمن البلدي، وتأكل بالملعقة ويحرصون على تناول في رمضان وطوال السنة.
و"المطبق البلدي"، له مذاق خاص في شهية أهالي الأرياف، وهو مخبوز بالسمن البلدي، عبارة عن قمح بعد عجنه في وعاء صغير حسب الطلب، ثم تقطع في بشكل كور، ثم تملك بالسمن البلدي.
أما الجلاب "أيس كريم الصعيد"، هو نوع من الحلويات التي تشتهر به محافظة قنا، وبالتحديد في قرية القناوية في نجع حمادي، مكوناته من العسل الأسود المصنع من القصب، يوضع في إناء نحاسي، وأسفله موقد ناري، يغلي بدرجة حرارة عالية.
ويضع عليه كربونات للتماسك، ويتم تقليبه، وبعدها يتم تفريغ الخليط في قوالب فخارية، اسمها "جلاب"، وتترك فترة لمدة 20 دقيقة، وبعدها يفرغونها على سجادات، من خوز النخيل في منطقى تغطيها الشمس، ثم بعد ذلك يتم تجهيزه في أواني وتناوله.
وفي السحور، يحرص المواطن القنائي، على تناول الفول والسلطة والبطيخ والجبنة القريش والزبادي، فضلا عن تناولهم اللبن، مع الكنافة البلدي.
تعليقات الفيسبوك