توصلت دراسة حديثة إلى وجود سلالة متحولة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أكثر عدوى من الفيروس الأصلي وقد لا تعمل اللقاحات ضدها.
وقال الباحثون في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو الأمريكية، إنهم عثروا على طفرة في فيروس كورونا المستجد مثيرة للقلق، لأنها تجعله أكثر عدوى وأصبحت سائدة بالفعل في بعض المناطق بالولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وبدأت السلالة المتحولة من الفيروس التاجي في الانتشار أوائل فبراير الماضي في أوروبا، ومنذ ذلك الحين، وصلت إلى الولايات المتحدة، حيث أصبحت أكثر السلالات شيوعًا وعدوانية بحلول مارس، ويعتقد العلماء أنها الآن السلالة المهيمنة على العالم.
وحذر الباحثون من أن اللقاحات قيد التطوير حاليًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة قد لا تكون فعالة ضد هذه السلالة المتحولة، ويحثون على ضرورة بذل مزيد من العمل لاكتشاف علاجات ولقاحات مناسبة للقضاء على الفيروس التاجي.
وبشكل عام ، يعد الفيروس التاجي مستقرًا نسبيًا، مما يعني أنه لا يتحور بمعدلات أو سرعات عالية، لكن هذا لا يعني أنه لا يتحور على الإطلاق، أو أن الطفرات المحدودة قد يكون لها آثار كارثية.
وطور الباحثون بمعهد لوس ألاموس بالتعاون مع جامعتي "ديوك" و "شيفيلد"، طريقة لتتبع الطفرات التي تغذي طفرة الفيروس التاجي في الوقت الفعلي، حيث يقوم خط أنابيب التحليل الخاص بهم بتنزيل جميع تسلسلات الجينوم الفيروسي التي يتم تحميلها إلى أكبر قاعدة بيانات دولية وتعرف باسم "GISAID" يوميًا والتي تفسر كيف وأين يتغير الفيروس، وأثناء متابعة تسلسلات الجينوم كشفوا وجود 14 طفرة.
وخلال مراقبة تحور الفيروس، حدثت طفرة في بروتين السنيلة وهو جزء من الفيروس الذي يطفو على سطحه وبسبب شكله أصبح يعرف باسم التاج، وتسمح تلك الطفرة للبروتين في التسللسل إلى الخلايا البشرية، وأطلق العلماء على البروتين المتحور اسم "سبايك D614G".
وظهر بروتين سبايك المتحور في شهر مارس الماضي 7 مرات فقط في التسلسلات التي تحميلها على قاعدة البيانات "GISAID"، وفي شهر أبريل وجد الباحثون أن الفيروس المتحور يتنشر جغرافيا بشكل كبير، ويبدو أنه في مرحلة ما، تم دمج طفرة "G614" وطفرة "D614" لتصبحا طفرة واحدة "D614G" وهي التي جعلت الفيروس أكثر عدوانية.
ويعد بروتين السنبلة أكثر عدوى، ويمكن أن يرتبط بسهولة أكبر بالمستقبلات على خلايا الرئة البشرية ويصبح أكثر نشاطًا، وقد يكون أكثر قدرة على تفادي الأجسام المضادة التي يتطورها جسم الإنسان للفيروس.
وأكد الباحثون أنه إذا فشل الوباء في التلاشي، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم احتمالية انجراف المستضدات وتراكم الطفرات ذات الصلة المناعية في السكان خلال العام أو أكثر الذي يستغرقه توصيل اللقاح الأول، ما يعني أن اللقاح لن تكون له فائدة، ولا يزال الأمر قيد البحث من خلال التجارب السريرية.
تعليقات الفيسبوك