حالة من الجدل انتشرت أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تداول البعض نص حديث نبوي، زعموا أنه ينبئ باختفاء جائحة كورونا قريبا.

وكان نص الحديث الذي تم تداوله هو "ما طلع نجم الثريا صباحا قط وقوم بهم عاهة إلا ورفعت عنهم أو خفت"، وأشار البعض إلى أن نجم الثريا هو نجم يقع ضمن مجموعة كوكبة الثور ويظهر في الصيف في أوقات الحر الشديد، ومن المفترض أن يظهر النجم يوم 19 رمضان المقبل.


ورد الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية، في منشور عبر حسابه الرسمي على "فيس بوك"، على ما يتردد، بأنه ليس هناك نجم باسم "الثريا"، ولكن هناك حشد نجمي أو عنقود نجمي باسم الثريا "Pleiades"، أو ما نسميه "الشقيقات السبع"، وهو حشد نجمي من النوع المفتوح يقع في كوكبة الثور وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء على الإطلاق.
وبحسب رئيس قسم الفلك، يحتوي هذا الحشد على عدد كبير جدا من النجوم ولكن يُمكن رؤية 7 نجوم منها فقط بالعين المجردة ، لذلك سُميت بالأخوات السبع.
وأكد "تادرس"، أنه يوجد هذا الحشد هذه الأيام صباحا في السماء لذلك لا نستطيع رؤيته، وسيشرق هذا الحشد مع شروق الشمس تماما (أي لا نستطيع رؤيته أيضا) في حوالي الخامسة والربع صباحا في سماء القاهرة يوم 16 مايو 2020، ولكنه سيشرق فجرا وقبل شروق الشمس مباشرة (أي يمكن رؤيته حينذاك) في حوالي الرابعة إلا الربع صباحا بدأ من 6 يونيو، ومن ثم يبدأ شروقه في التبكير تدريجيا يوما بعد يوم حتى يكون مرئيا في سماء القاهرة قبل منتصف الليل في أوائل أغسطس إن شاء الله.
في نفس السياق حذرت دار الافتاء المصرية من انتشار الخرافات ذات الطابع الديني. وقالت الدار، عبر صفحتها الرسمية: انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منشور يدعي فيه صاحبه أنه في شهر مايو وخاصة يوم التاسع عشر من شهر رمضان سيزول فيروس كورونا المستجد.
ويستدل على ذلك بحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده وغيره، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ، وَتَقُومُ عَاهَةٌ، إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفَّتْ".
حيث فسر الحديث بأنه إذا انتشر الوباء فإن الله عز وجل يرفعه وقت ظهور نجم الثريا الذي يكون مع بداية فصل الصيف وشدة الحر.
وقالت الدار إن الكلام غير صحيح، فالمقصود من الحديث هو ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم من عدم جواز بيع الثمار قبل نضوجها وظهور صلاحها.
ولعل من الحكمة في النهي عن هذا البيع: الفائدة التي تعود على البائع والمشتري معًا، فترك الثمرة حتى تنضج يزيد من ثمنها وفيه مصلحة للبائع، وتركها حتى يظهر صلاحها فيه مصلحة للمشتري، وبذلك يقطع باب التشاحن والإثم عند فساد الثمرة، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، فَسَأَلْتُهُ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَقَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ"، قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَذْهَبُ الْعَاهَةُ؟ قَالَ: "طُلُوعُ الثُّرَيَّا".
والمُرادُ بالعاهَةِ: الآفَةُ التي تُصيبُ الثَّمَرَ والزَّرْعَ فتُفسِدُهُ.والثُّرَيَّا: اسمٌ لنَجمٍ يَطلُعُ صباحًا في أوَّلِ فصلِ الصَّيْفِ عندَ اشتِدادِ الحَرِّ ببِلادِ الحِجازِ، وطُلوعُ الثُّرَيَّا عَلامةٌ على نُّضج الثمار.
وأخرج أيضًا البخاري في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهَا، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلاَحِهَا قَالَ: "حَتَّى تَذْهَبَ عَاهَتُهُ" يبدو صلاحها: يظهر نضجها.
تعليقات الفيسبوك