يهتم العلماء بالشمس أكثر من أي نجم آخر، لدرجة أنهم أرسلوا مسبارًا لدراسته؛ ولم يفعلوا ذلك مع أي نجم آخر، ولكن تغير الوضع، ووجه الاهتمام إلى النجوم الأخرى، ما فتح الباب لمقارنة شمسنا بهم، بعدما كنا نعتقد أنها نجم مثالي.
اهتمت دراسة جديدة بإجراء مسح لنجوم تشبه الشمس، واكتشف العلماء أن نجمنا خافت بشكل غير عادي، على الأقل في هذه المرحلة من حياته، ومقارنة بأقرانها، فإن سطوع الشمس أقل بكثير، ولديها نشاط أقل بكثير من المتوسط، وهي نتيجة غريبة قد تكون لها آثار على مستقبل حياتنا على هذا الكوكب، بحسب موقع "sciencealert" المتخصص في العلوم.
شمسنا تختلف قليلاً في السطوع بسبب دوراتها التي تبلغ 11 عامًا، وتبدأ الدورة في فترة هادئة، مع محاذاة المجال المغناطيسي الشمسي بدقة بين القطبين، ولكن نظرًا لأن خط الاستواء يدور أسرع من القطبين، فإنه يسحب المجال المغناطيسي خارج الشكل، وينتج عن ذلك زيادة النشاط والبقع الشمسية والسطوع المتغير، وفي النهاية، وبعد حوالي 11 عامًا، يعود المجال المغناطيسي مرة أخرى إلى المحاذاة، وينقلب القطبين ويعود إلى فترة هادئة.
يعد فهم كيفية تغير هذا النشاط أداة قوية للتنبؤ بمستقبل الشمس، ولدينا بالفعل أداة قوية بالفعل تحت تصرفنا لفهم النشاط الشمسي على مدى الماضي، ويمكن تفسير تركيز العناصر المختلفة في حلقات الأشجار ونوى الجليد وسجل الحفريات لفهم كيف تغيرت الشمس بمرور الوقت.
من هذه السجلات، نعلم أن الشمس كانت أكثر أو أقل نشاطًا كما كانت الآن منذ 9000 سنة الماضية، ولكن في الماضي البعيد، من الصعب قياس ما إذا كانت الشمس تصرفت بشكل مختلف، وما إذا كان مستوى نشاطها الحالي مؤقتًا.
قال عالم الفيزياء الفلكية تيمو راينولد من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في ألمانيا: "مقارنة بعمر الشمس بأكمله، فإن 9000 سنة تشبه غمضة عين، ويبلغ عمر نجمنا ما يقرب من 4.6 مليار سنة، ومن الممكن تصور أن الشمس تمر بمرحلة هادئة لآلاف السنين، وبالتالي لدينا صورة مشوهة عن نجمنا".
لذا قرر العلماء مقارنة الشمس بأخرى مثلها لتحديد ما إذا كان سلوكها نموذجيًا، وبفضل تلسكوب كيبلر الفضائي، صار لدى العلماء بيانات تفصيلية، درسوا من خلالها رقعة من السماء لمدة أربع سنوات، مما سمح لعلماء الفلك بحساب معدلات دوران عشرات الآلاف من النجوم في مجال رؤيتها، وتسجيل الانخفاضات الضعيفة في السطوع المرتبط ببقع الشمس التي تظهر وتختفي من الرؤية.
من بيانات كيبلر، اختار الباحثون النجوم بفترات دوران تتراوح بين 20 و30 يومًا(تبلغ فترة دوران الشمس 24.5 يومًا)، وحددوا 369 نجمة قابلة للمقارنة مع الشمس في اللون والكتلة والتكوين والعمر ودرجة الحرارة ومعدل الدوران، ثم قارنوا تغير سطوع تلك النجوم كما سجلها كيبلر مع تغير سطوع الشمس، خرجت نتائج واضحة، وتفيد أن الشمس ضعيفة للغاية مقارنة بمعظم النجوم الأخرى، بحوالي خمسة أضعاف.
تعليقات الفيسبوك