جنازة السياسي الجنوب إفريقي
رغبات الإنسان لا تنتهي أبدا، حتى بعدما يموت، إذ يوجد كثير من البشر الذين يصممون على إبقاء دورهم في اتخاذ القرارت حيا بعدما يموتون، من خلال وصية يكتبونها، وأحيانا نجد أشخاصا يمتلكون رغبات غريبة يريدون أن تُنفذ بعد موتهم.
وصية المتوفى واجبة النفاذ في أي مجتمع مهما كان دينه أو هيكله، حتى لو كانت تتضمن رغبات مجنونة أو غريبة، ونستعرض في السطور التالية مجموعة من أبرز وصايا الأشخاص حول العالم:
شكلت علاقة عشق قوية للغاية بين سياسي مشهور محليا بجنوب إفريقيا، اسمه تشيكيدي بوفتون بيتسو، وسيارته المرسيدس، حتى أنه أراد ألا يفرقهما الموت، لذا أوصى أن يُدفن مع سيارته.
توفى تشيكيدي، السياسي في حزب الحركة الديمقراطية المتحدة، في آخر مارس الماضي، عن عمر 74 سنة، ونفذ وصيته أبناؤه الستة، ودفنوه مع سيارته رغم صعوبة الأمر، بحسب موقع "دويتشه فيله".
السيارة التي عشقها السياسي الجنوب إفريقي لم تكن صالحة للاستعمال، وعلى الرغم من ذلك كان كثيرا ما يجلس فيها للاستمتاع بغروب الشمس وسماع الموسيقي أو لاستقبال الضيوف، وودُفن فيها واضعاً يديه على مقودها وكأنه يقودها إلى "رحلته الأخيرة"، كما حضر الدفن عدد كبير من سكان القرية، وذلك على الرغم من إجراءات العزل بسبب كورونا.
جاك بيني هو ممثل كوميدي فرنسي، كان يضع أمواله في خزنة تحت حراسة شديدة لدرجة أنه جعل من جهاز إنذارها ينطلق حتى حينما يفتح هو الخزنة بنفسه، وبالرغم من ظهوره كشخص منعزل وبخيل جدا، كشفت وصيته وجهاً آخر من شخصيته، سعى جاهداً لإخفائه طوال حياته.
توفي في ثاني أيام عيد الميلاد عام 1974، وترك وصية قال فيها تعليمات توجب إرسال وردة يومياً إلى زوجته ماري ليفينغستون، التي استمر زواجه منها 45 سنة، حتى تموت، وبالفعل ظلت تستلم وردة يوميا طوال 9 أعوام حتى توفيت عام 1983م.
روبرت ستيفنسون كان كاتبا ماهرا، أبرز أعماله "الدكتور جيكيل والسيد هايد"، وأصيب بالسل، لذا قرر أن يقضي حياته متنقلاً من مكان لآخر باحثاً عن مكان يعيد له صحته ما سيساعده على الاستمرار في عمله، وكون خلال تنقلاته صداقات قوية عديدة، من ضمنها "آني إدي" التي لطالما حكت لروبرت عن حظها السيئ الذي جعل عيد ميلادها يوافق عيد ميلاد المسيح، إذ يمنعها هذا من التمتع باحتفال مناسب لعيد ميلادها لأن الجميع ينشغلون باحتفالات عيد الميلاد.
ولهذا السبب، حينما توفي روبرت كتب في وصيته أنه تنازل لصديقته عن تاريخ ميلاده ليصبح تاريخاً لميلادها، وأورثها جميع الحقوق والامتيازات للاحتفال بذلك اليوم الذي يوافق 13 نوفمبر، وقال في الوصية: "لتحتفظ به، وتستمتع خلاله كما لو أنه عيد ميلادها".
إيد هيدريك كان مجندا في الجيش الأمريكي، ثم عمل في شركة Wham-O Toy لصناعة الألعاب، وأسند إليه مهمة تصنيع لعبة جديدة، لكنه بدلا من ذلك طور لعبة الصحن الطائر التي كانت موجودة بالفعل، إذ أعاد تصميمه وتغيير طريقة التسويق له فأصبح يعتبر رياضة كما هو لعبة، وأدى ذلك إلى تضاعف المبيعات بشكل هائل في الستينيات.
توفي إيد عام 2002، بعد إصابته بالمرض لفترة وجيزة، وأوصى بأن يُحرق جثمانه ويُأخذ جزء من رماده ويُستخدم في صناعة عدد من الأطباق الطائرة التي طورها، وطلب أن توزع هذه الأطباق على أفراد عائلته وأصدقائه، كما طُرح عدد من الأقراص للبيع.
تعليقات الفيسبوك