ينتظرون شهر رمضان من كل عام، يقضون أوقاتهم بالخارج بين العزائم والسهر ليلا، يعودون إلى منازلهم في وقت متأخر مع آذان الفجر، لا حجة لأهاليهم باعتراضهم على خروج أبنائهم في ساعات متاخرة من الليل، فالشوارع مزدحمة، مليئة بالناس حتى الصباح، هكذا كان يقضي الناس أوقاتهم في رمضان، أنشطة مختلفة، كلها اختفت في هذا العام، مع فرض حظر التجوال، وجلوس الناس بمنازلهم، ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاء من فيروس كورونا.
بين السهر وحضور الحفلات لمطربيها المفضلين، خاصة في الاوبرا، كانت تقضي سارة لياليها الرمضانية، العام الماضي وقبل انتشار جائحة كورونا، وإقامتها في المنزل هذا العام ومنعها من الخروج لأي الأسباب، نفس الحال بالنسبة لرقية محمد التي التزمت بجلوسها بالمنزل، حيث حرمت من ممارسة طقوسها العادية في رمضان من كل عام، بين عزومات أصدقائها وزيارة مختلف المطاعم والكافيهات لقضاء "رمضان نايتس"، كما يطلقون.
أكثر ما كانت تحرص على فعله "شيماء محمد"، رمضان الماضي، هو صلاة التراويح، فهو ما كان يحسسها أجواء رمضان وروحانياته، ولكن مع منع وزير الأوقاف صلاة الجماعة والتراويح في المساجد هذا العام، لزمت منزلها لتصلي به دون إحساس بطعم الفرحة والجماعة، نفس الألم الذي تعيشه شيماء، طال عمرو محمود، الذي كان يجتمع مع أسرته وعائلته فردا فردا، يتناولون طعام الإفطار سويا ثم يصلون التراويح جماعة، ولكن لن يستطيع فعل ذلك الآن، فيجلس بمنزله يتذكر الأيام الماضية والحياة التي يقضونها وحرمتهم كورونا من فعلها.
"بعشق الكرة وأكتر حاجة كنت بحبها اني اقعد مع صحابي على القهوة في ليالي رمضان"، هكذا قال مصطفى محمد، الذي حرم هذا العام من لمة الأصدقاء ومشاهدة الدرويات الاوروبية والإنجليزية التي توقفت لأجل غير مسمى مع انتشار فيروس كورونا، وهي نفس الطقوس التي كان يفعها علي محمود الذي يعشق الأهلي وليفربول "مافيش حاجةكانت تحسسني بالمتعة غير الماتشات دي وخاصة لما تكون مع الصحاب بعد الفطار لانها بتسلي وقتنا في رمضان".
ورغم روتين أفعالها الذي لا يتجدد كل عام من عزومتها لأهلها أول يوم برمضان، ثم قضاء باقي ليالي رمضان في تجهيز الطعام والجلوس أمام التلفزيون ومتابعة المسلسلات المختلفة، ولكن أصاب الحزن "إيمان مروان"، التي كانت تحب الاستماع إلى أصوات الصلاة والآذان في المساجد وصلاة التراويح والتهجد "بس الحاجات دي لما اتمنعت مابقتش حاسة برمضان"، بينما عبرت "بثينة أحمد" عن اشتياقها للعمل الذي كانت تتضجر من الذهاب إليه في رمضان العام الماضي "ياريت أقدر ارجع الشغل تاني وأروح وأنا تعبانة وعمري ماهشتكي".
تعليقات الفيسبوك