لا يزال بناء الأهرامات وتمثال أبو الهول في مصر، محل جدل كبير على مدار التاريخ منذ بنائهم، خلال الحضارة المصرية القديمة وحتى اليوم، حيث يعتقد كثيرون من غير المختصين في تاريخ مصر القديمة، أن قوم عاد وثمود هم بناة الأهرامات الأصليون وذلك نظرًا لأطوالهم العملاقة التي كانت تصل إلى 15 مترًا، بحسب الروايات غير التاريخية، حيث أنهم القادرون فقط على نقل الأحجار الضخمة من المحاجر إلى مواقع البناء، من وجهة نظر البعض.
لم تقف الاعتقادات حول بناء الأهرامات عند قوم عاد وثمود فقط، بل اعتقد الكثيرون أن نبي الله إدريس عليه السلام، هو صاحب هذه الفكرة العظيمة، وصاحب البناء التاريخي الضخم الذي لا يزال حديث ولغز العالم حتى اليوم.
وهو ما علق عليه، أمس، الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال استضافته ببرنامج "مصر أرض الأنبياء" الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل على شاشة "الأولى المصرية"، عند سؤاله عما إذا كان من الممكن أن يكون النبي إدريس ملكًا لمصر في يوم من الأيام، قائلا: "الغالب في الروايات الشعبية والروايات العلمية، أنه ليس هناك ما يرفض هذا، نعم المكانة العليا في هذا الوقت المبكر جدًا، قبل الطوفان كانت للعلماء، وسر التحنيط لم نكتشفه إلى الآن، وحتى صناعة الهرم لم يكتشفها أحد، وكل هذه أشياء يبدو أنها بدأت من إدريس عليه السلام، لأنه عاش في مصر معلما وعلم الناس كل هذا".
بناة الأهرامات مصريون
وردًا على ما تم تداوله من اعتقادات حول الأمر، قال المؤرخ بسام الشماع، الباحث في علم المصريات، والخبير الأثري، في حديثه مع "الوطن"، إنه لا يوجد دليل مادي واضح أو نص تاريخي مكتوب يشير إلى تلك النظريات.
وأوضح "الشماع"، أنه وفقًا للنصوص المصرية القديمة الواضحة التي تم العثور عليها حتى الوقت الحالي، فبناة الأهرامات هم مصريون قدماء، وليسوا من قوم عاد وثمود، أو لنبي الله إدريس دورًا في ذلك.
وكشف الباحث الأثري، أنه تم اكتشاف مقبرة المهندس المصري القديم "حام أيونو" بجانب الأهرامات، وهو الذي قام ببناء هرم خوفو، فيما أنه هناك إثباتات تشير أيضًا إلى أن مهندس بناء هرم الملك خفرع يدعى "حا إف"، وهو من المصريين القدماء أيضًا، علاوة على ذلك فإن هناك بردية مصرية قديمة تم اكتشافها، صورت عمال البناء من الدولة المصرية القديمة أثناء انتقالهم إلى البر الشرقي من خلال نهر النيل، وذلك لجلب حجارة بناء الأهرامات من منطقة طرة وحملها للبر الغربي، وهو ما يعد دليلًا ماديًا ملموسًا يشير إلى من هم بناة الأهرامات الحقيقيون.
هل أبو الهول هو نبي الله إدريس؟
أما عن الجدل حول أن وجه تمثال أبو الهول في مصر، هو وجه سيدنا إدريس، حسبما رجحه بعض علماء المسلمين، مثل الشيخ محمود أبو الفيض المنوفي في كتابه "العلم والدين"، يوضح "الشماع"، أنه لا يوجد نص مصري قديم واضح يشير إلى هذه المعلومة.
وعلق الباحث الأثري، أنه لا يوجد على تمثال أبو الهول حرف هيروغليفي واحد يشير إلى حقيقة أمره، معقبًا، أن أبو الهول هو أكثر المنحوتات شهرة في العالم لكنه أكثرهم غموضًا أيضًا.
تعليقات الفيسبوك