رغم اقتراب أزمة كورونا، على دخول شهرها الخامس، إلا أن الحقائق حول "كوفيد 19" ما زالت تكتشف حتى الآن، يوما تلو الآخر، في وقت يسابق فيه العلماء الزمن من أجل تطوير لقاح لمكافحته، بحسب ما ذكرته "سكاي نيوز"
وفي السطور التالية، نوضح أبرز المعلومات التي نعرفها حتى الآن، عن فيروس كورونا، الذي تسبب في وفاة أكثر من 160 ألف شخص، وإصابة نحو مليونين ونصف المليون نسمة حول العالم.
من أين جاء "كوفيد 19"؟
اكتشف باحثون أنه من شبه المؤكد أن فيروس كورونا المستجد نشأ في الخفافيش التي طورت استجابات مناعية شرسة ضد الفيروسات، وتدفع هذه الاستجابات الفيروسات إلى التكاثر بشكل أسرع حتى تتمكن من تجاوز الدفاعات المناعية للخفافيش، وهذا بدوره يحول الخفاش إلى مستودع للفيروسات سريعة التكاثر وقابلة للانتقال، وعندما تنتقل فيروسات الخفافيش إلى ثدييات أخرى، وهي مخلوقات تفتقر إلى نظام مناعة سريع الاستجابة، تنتشر الفيروسات بسرعة إلى مضيفيها الجدد.
وتشير معظم الأدلة إلى أن فيروس كورونا بدأ يصيب البشر عن طريق الأنواع الوسيطة، مثل آكل النمل الحرشفي "البانجولين"، أما بالنسبة لانتشاره فذلك يحدث عندما تتطاير قطرات أو رذاذ يحتوي على الفيروس من قبل شخص مصاب أثناء السعال أو العطس.
ويقول البروفيسور إدوارد هولمز، عالم الفيروسات، من جامعة سيدني: "ربما قفز الفيروس إلى حيوان آخر، وربما كان هذا الحيوان بالقرب من إنسان، وربما في سوق"، مضيفا في تصريحات لصحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه إذا كان الحيوان البري مصابًا بفيروس ينتقل من الخفاش، فهناك احتمال كبير أن ينتشر الفيروس إلى الشخص الذي يتعامل مع الحيوان، ومن ثم ينتقل من الإنسان إلى أشخاص آخرين.

ورغم التأكيدات المستمرة أن فيروس كورونا نشأ في الخفافيش، رجح عالم فرنسي متوج بجائزة نوبل للطب، أن يكون وباء كورونا المستجد "كوفيد 19"، قد خرج من مختبر صيني، مستبعدا أن يكون قد ظهر في سوق لبيع الحيوانات في مدينة ووهان، وسط البلد الآسيوي.
وبحسب موقع "cnews"، فإن هذا الباحث الذي يشك في الرواية الصينية، هو عالم الفيروسات لوك مونتينيي، الذي سبق له أن اكتشف فيروس "إتش آي في" HIV الذي يؤدي إلى مرض فقدان المناعة المكتسب "الإيدز".

ما حجم فيروس كورونا المستجد؟
يعد فيروس كورونا كرة معقدة من المواد الوراثية المغلفة بالمواد الكيميائية الدهنية، التي يبلغ قطرها 80 مليار جزء من المتر، بحسب ما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، لكن هذا الفيروس الصغير، أخضع أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية للحجر المنزلي على مدار الأسابيع القليلة الماضية.

كيف ينتشر كوفيد 19؟
تدخل جسيمات فيروس كورونا للجسم عبر الأنف أو الفم أو العين بعد ملامستها باليد الملوثة بالفيروس، وتستقر في الخلايا المبطنة للحلق والحنجرة.
وتحتوي هذه الجزيئات على عدد كبير من المستقبلات على أسطحها، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تمرير المواد الكيميائية إلى خلايا الإنسان، وفق ما يقول البروفيسور جوناثان بول، عالم الفيروسات من جامعة نوتنجهام، مضيفا أن الفيروس يدخل الحمض النووي الريبي في آلة النسخ الخاصة بالخلية، ويقوم بعمل نسخ متعددة من الفيروس، ومن ثم تأخذ في التكاثر والانتشار داخل الجسم.
وتستهدف الأجسام المضادة التي يولدها الجهاز المناعي للجسم الفيروس في نهاية المطاف، وتوقف تقدمه في معظم الحالات، لكن في بعض الحالات يكون الجهاز المناعي ضعيفا، خاصة إن كان الإنسان يعاني من أمراض مزمنة.

لماذا يسبب الموت؟
في بعض الأحيان، يمكن أن يسبب الفيروس مشكلات خطيرة، يحدث هذا عندما يتحرك إلى أسفل الجهاز التنفسي ويصيب الرئتين، وهي الأكثر ثراء بالخلايا التي تستجيب للمستقبلات التي يحملها الفيروس.
في بعض الأحيان، يمكن أن يسبب الفيروس مشاكل خطيرة، حيث يحدث هذا عندما يتحرك إلى أسفل الجهاز التنفسي ويصيب الرئتين، وهي الأكثر ثراء بالخلايا التي تستجيب للمستقبلات التي يحملها الفيروس.
ويدمر الفيروس العديد من هذه الخلايا في الرئتين، وفي هذه الحالة، سيحتاج المريض إلى العلاج في العناية المركزة، إذ تقل كفاءة الرئتين في عملية التنفس بشكل كبير، والأسوأ من ذلك، في بعض الحالات، تزداد إفرازات الجهاز المناعي لدى المريض، مما يجذب خلايا فائضة عن الحاجة إلى الرئتين لمهاجمة الفيروس، مما يؤدي إلى الالتهاب.
ويمكن لهذه العملية أن تخرج عن نطاق السيطرة، ويزداد الالتهاب سوءًا مع تدفق المزيد من الخلايا المناعية إلى الرئتين، يُعرف هذا باسم "عاصفة السيتوكين"، التي قد تؤدي إلى وفاة المريض في بعض الأحيان.

هل المعافون محميون من تجدد المرض؟
يقول مايك سكينر، عالم الفيروسات من جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن، إن المصابين يطورون أجساما مناعية مضادة للفيروس، وهذه الأجسام توفر الحماية ضد العدوى في المستقبل، محذرا من أن الأجسام المضادة التي يطورها مصابو فيروس كورونا قد لا توفر لهم حماية مدى الحياة، في وقت يشير علماء آخرون إلى أن هذه المناعة قد تستمر عاما أو عامين فقط.
ويعتقد معظم علماء الفيروسات أن المناعة التي سيطورها غالبية الناس في نهاية المطاف ضد الفيروس، في ما يعرف بـ"مناعة القطيع"، سيجعل الفيروس أقل شراسة ولن يظهر إلا بشكل موسمي.
ويؤكد "سكينر" أن تطوير لقاح فعال ضد الفيروس من شأنه أن يقضي تماما على التهديد الذي يشكله الفيروس، ولكن هذا يحتاج إلى أشهر من العمل.

متى سنحصل على لقاح؟
ذكرت مجلة "نيتشر"، أنه جرى إطلاق 78 مشروعا للقاحات ضد هذا الفيروس حول العالم، ومن بين المشروعات الجارية برنامج لقاح هو الآن، في المرحلة الأولى من التجارب في جامعة أكسفورد، واثنان تعكف عليهما شركات التكنولوجيا الحيوية الأميركية، وثلاثة أخرى تعمل عليها مجموعات علمية صينية.

ويقول العديد من مطوري اللقاحات إنهم يخططون لبدء الاختبارات البشرية هذا العام، مما يفتح أبواب الأمل أمام التصدي للمرض خلال وقت قصير إلى حد ما، ومع ذلك، تتطلب اللقاحات دراسة سلامتها وفعاليتها على نطاق واسع، وسيتلقى بداية الآلاف من الناس اللقاح في إطار الاختبارات الأولية التي قد تستغرق أشهرا، قد تمتد حتى مطلع العام المقبل.
تعليقات الفيسبوك