احتفالات شم النسيم
تجهيزات طويلة تبدأ مع مطلع شهر أبريل سنويا، من أجل الاحتفال بعيد شم النسيم، الشهير بالرنجة والفسيخ والملوحة والبصل، بالإضافة إلى تجهيز قائمة طعام طويلة سواء للعزائم أو الخروج بالمتنزهات والحدائق وخاصة حديقة الحيوان بالحيزة، إلا أن أغلب تلك الاستعدادات ستتوقف في مصر للمرة الأولى هذا العام، للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
قبل ساعات، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حزمة من القرارات لمنع انتشار الفيروس في شم النسيم، حيث من المقرر أن يشهد يوم الإثنين المقبل نفس الإجراءات المتعبة في الجمعة والسبت وهي الغلق الكامل للمحال التجارية والمولات والمتنزهات والشواطئ والحدائق العامة ومنع التجمعات، وبالإضافة لذلك سيجري إيقاف جميع وسائل النقل العام من السكك الحديد وأتوبيسات النقل العام ومترو الأنفاق وأتوبيسات الرحلات بين المحافظات وبين الشواطئ.
القرارات الجديدة جعلت شم النسيم هذا العام "استثنائيا"، ليقلب الأمور رأسا على عقب بين العديد من الأسر في مصر، من بينهم أسرة ابتهال خليفة، التي كانت تعتاد أن تجتمع مع جميع أفراد عائلة زوجها فيه لتناول الطعام المميز لهذه المناسبة ليكون يوما مميزا بالنسبة لهم "كلنا بنتجمع فيه من أكبر واحد لأصغر حد، بيبقى زي عيد".
وهو ما جعلها تستعد له هذه المرة بطريقة مختلفة، وفقا لحديث ابتهال لـ"الوطن"، "استعديت من امبارح بعد القرارات، عملت قائمة للرنجا والفسيخ والبيض والحاجات اللي هنجبها وهبدأ اشتغل فيها من بكرة"، فضلا عن تحميل فيلم "أميرة حبي أنا" للفنانة سعاد حسني الشهير بأغنية "الدنيا ربيع" لتشاهدها مع زوجها وابنتها الصغيرة، الذي يعد علامة مميزة لشم النسيم، مبدية ضيقها الشديد من أنها لن تتمكن من الاحتفال مع أسرة زوجها كالمعتاد.
"فيديو كول".. هو طريقة بسمة حسن للاحتفال هذه المرة مع باقي عائلتها، حيث ستمنعها القرارات من زيارتهم بمحافظة القاهرة، كونها تقيم مع زوجها حاليا بدمياط، لذلك فكرت في مشاركتهم اليوم من خلال تلك المحادثة، لذلك حرصت على شحن باقتهم للإنترنت لتكون على تواصل معهم "وقولنا كمان هنتفرج سوا على فيلم (أميرة حبي أنا) ونلون البيض سوا".
تحاول الأم الثلاثينية من خلال تلك الفكرة الحفاظ على عادتها القديمة مع أسرتها، كونهم يعتبرون شم النسيم بداية حقيقية لفصل الربيع، فضلا عن استغلالها فترة السفر في تحضير وجبات جديدة، قائلة: "بفكر أشوف أفكار جديدة لشم النسيم بقى، زي تورتة التونة كتغيير يتبسطوا بيه".
بينما حرص أحمد رفعت على جلب كافة متعلقات المنزل فور معرفته بمؤتمر لرئيس الوزراء أمس، وهو ما ولد داخله توقعًا بفرض قرار حظر التجوال الكلي يوم شم النسيم، ليسارع بالاتصال بزوجته قبيل عودته من العمل لمعرفة مستلزماتهم من أجل يوم الإثنين: "قولت هيبقى في الجمعة والسبت حظر تجوال فاستعديت من قبلها علشان مننزلش في الأيام دي".
وبعد اتجاهه لإحدى محال السلع الغذائية الشهيرة بمنطقة شبرا، تفاجئ بتكدس العديد من المواطنين بها، الذين تهافتوا أيضا على جلب مستلزماتهم وأطعمتهم من "الرنجا والفسيخ والبطاطس والبصل والطحينة والبيض لتلوينه"، لاسيما من المسيحيين الذين يستعدون لأعيادهم المختلفة هذا الأسبوع أيضا.
"رحلة في البلكونة".. هكذا ستستبدل زوزو قاسم، التنزه بشواطئ الإسكندرية التي اعتادت عليها مع أطفالها وأسرتها، حيث تعمل على تزيين شرفة منزلها ووضع "بافات" بها، ونقل التلفزيون إليها، ووضع الأطعمة من الفسيخ والرنجة والبيض الملون فيها حتى تتمكن مع أبنائها من الاحتفال بشم النسيم هذا العام بطريقة مختلفة بعد القرارات الحكومية، التي تراها صحيحة لمنع انتشار المرض.
تعليقات الفيسبوك