لا زال العالم يعاني حتى الآن من خطر فيروس كورونا المستجد، ويعد التساؤل الأكثر تداولا بالساحة العالمية حاليا، هو متى وكيف يمكن للعالم أن يستفيق من كابوس كورونا؟ وذلك بالتزامن مع حالة الذعر والخوف من الجائحة التي انتشرت بأكثر من 100 دولة، حاصدا روح أكثر من 147 ألفا، وإصابة مليونين و193 ألفا و580 شخصا حتى الآن.
وإجابة على هذا التساؤل، وضع الخبراء في مجال علم الفيروسات 5 مسارات متوازية، يمكن أن تهبط بمعدلات الإصابة بالفيروس شيئا فشيئا، حتى يبدأ تأثيره على البشر في التلاشي، بحسب ما ذكره موقع "إكسبريس" وهي:
العثور على لقاح
يعد اللقاح الخاص بالفيروس هو الأمر الذي يترقبه البشر، لكن الأمر يقتضي بعض الوقت للتوصل إلى تركيبته وتجربيه، ومن ثم إنتاج كميات كافية منه تلبي الطلب العالمي الكبير عليه.
وبحسب كاثي ستوفر، رئيسة المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، فإن تطوير لقاح لفيروس "كورونا" لا يزال في مراحله الأولية، وإن كانت المحاولات متعددة في أكثر من بلد وتحتاج نحو 18 شهرا من بدء التجارب، بحسب "سكاي نيوز".
وهناك نحو 7 لقاحات بدأت في خط العلاجات السريرية التجريبية التي تجرى حاليا، من أجل إنقاذ البشر، ويعد أول من توصل إلى لقاح يجري فيه إجراء التجارب السريرية على البشر، من نصيب شركة مودرنا للصناعات الدوائية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي ظل المحاولات التي يجريها العلماء والجهات المختلفة، أكدت هيئة الدواء المصرية، الأربعاء الماضي، أن الحديث عن أي أدوية أو لقاحات للوقاية من أو علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ما زال سابق لأوانه، مبينة أنه حتى الآن لم يجر اعتماد دواء أو لقاح للوقاية من أو علاج الإصابة بهذا الفيروس حيث أن جميع الأدوية المطروحة مازالت في إطار الاستخدام التجريبي.
وأكدت الهيئة أنها تتابع باهتمام مع كل الدوائر العلمية والجهات والهيئات الصحية الدولية هذا الشأن للوقوف على مستجدات نتائج التجارب المعملية والدراسات السريرية، التي تجري حالياً لاختبار مدى فاعلية وأمان الأدوية المقترحة لعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "Covid 19" بمختلف دول العالم.

تحوّر الفيروس وتوقفه عن إصابة البشر
اشتهرت فيروسات كورونا بتاريخها الطويل، في التحوّر إلى نقطة لم يعد فيها خطرا على البشر.
وفي عام 2002، تفشى فيروس آخر في عائلة فيروس كورونا، وهو "السارس" الذي أصاب الآلاف، لكن في نهاية المطاف، تغيّر مسار الفيروس جزئيا، لأنه تحول إلى نقطة من الصعب الانتشار فيها.

الاحتواء
بحسب ما قاله ولياتم شافنز، المدير الطبي للمؤسسة الوطنية الأميركية المتخصصة في الأمراض المعدية، ربما تؤدي إجراءات الاحتواء المناسبة إلى نهاية فيروس كورونا المستجد، مشيرا بحسب شبكة "فوكس نيوز"، إلى مثال فيروس "سارس" الذي انتشر بين عامي 2002 و2003، وأوضح أنه جرى احتواء الفيروس من خلال التنسيق الوثيق بين مسؤولي الصحة العامة والأطباء الذين تمكنوا من تشخيص الحالات وعزل المرضى وتتبع تحركاتهم، والالتزام بسياسات قوية للسيطرة على الوباء.
لكن في الولايات المتحدة، شكك بعض علماء الأوبئة الفيروسات فيما إذا كانت جهود الاحتواء ناجحة؛ إذ قالت تارا سميث، عالمة الأوبئة في جامعة كينت ستيت: "قبل أسبوعين أو 3 أسابيع، كان الأمل يراودنا في احتواء الفيروس"، متحدثة أن الأمر خرج عن السيطرة مع تزايد أعداد المصابين، وإعلان الرئيس دونالد ترامب حالة الطوارئ في البلاد.
وذكر باحث آخر، أن المؤشرات الحالية في الولايات المتحدة، لا تبشر باحتواء المرض، مطالبا بالاستعداد لما هو أسوأ مثل توسيع الاختبارات بين المواطنين وتجهيز المستشفيات ورسائل التوعية.
وبحسب ما سبق، فإن سيناريو الاحتواء ربما يكون فعالا في بعض البلاد، لكنه قد يكون مستبعدا في بلدان أخرى، على الأقل في الفترة القريبة في ظل هذه المعطيات.

يتوقف بعد إصابة هؤلاء
ربما ينتهي تفشي الفيروس بعد أن يصيب الأشخاص الأكثر عرضة له، فوفقا لشافنر، يمكن أن يتباطأ تفشي الفيروس بمجرد إصابة معظم الأشخاص المعرضين له، وبالتالي تصبح الأهداف المتاحة أقل أمامه، كما كان الحال في فيروس "زيكا"، الذي ظهر في أميركا الجنوبية ثم سرعان ما خمد.
كما أوضح جوشوا إبشتاين، أستاذ علم الأوبئة في جامعة نيويورك، أن ما يحدث عادة هو عدد كاف من الناس يصابون بالفيروس، فلا يعود هناك أشخاص معرضون للخطر بما يسمح ببقائه وتفشيه.
وتسببت الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم عام 1918 في وفاة عشرات الملايين من البشر أغلبهم من العسكريين، حتى اعتبرت "الكارثة الطبية الأشد فتكا في تاريخ البشرية"، وبدأ هذا الوباء في التفشي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وتفرق الجنود الذين كانوا يتمركزون في الخناق المليئة بالفيروسات، لكن هذه الإنفلونزا توقفت عن الانتشار، لأن أولئك الذين بقوا على قيد الحياة كانت لديهم مناعة قوية مقارنة بالمصابين والضحايا، على ما يقول موقع "لايف ساينس" العلمي.

الطقس الأكثر حرارة.. "كوفيد 19" قد يكون موسيما
ربما يرجع جزء من السبب في أن الإنفلونزا لا تثير قلقا كبيرا مثل COVID-19، هو أنها موسمية، وعادة ما تصل العدوى إلى ذروتها في الشتاء قبل أن يموت الفيروس في الخارج، مع ازدياد حرارة المواسم، وهذا يجعل احتواء الفيروس أسهل مع التنبؤ بكيفية انتشاره.
ومع تطبيق احتمالية أن "كوفيد 19" من الممكن أن تنخفض حالات الإصابة بفيروس كورونا مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، لكن ليس من الواضح ما إذا كان الربيع أو الصيف سينهيا انتشار المرض.
ويقول شافنر: "إذا كان كورونا مثل فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا، فيمكن أن ينحسر مع ارتفاع درجة حرارة الطقس"، متابعا أن فيروسات الجهاز التنفسي غالبا ما تكون موسمية، لكن ليس دائما، فعلى سبيل المثال الإنفلونزا العادية تميل لكونها موسمية في الولايات المتحدة، لكنها ليست كذلك في أنحاء أخرى من الكرة الأرضية.

وتقول جامعة هارفارد: "إن الإجابة المختصرة هي أننا قد نتوقع انخفاضات متواضعة في عدوى SARS-CoV-2 في طقس أكثر دفئا ورطوبة، وربما مع إغلاق المدارس في المناطق المعتدلة في نصف الكرة الشمالي، ومن غير المعقول توقع أن تؤدي هذه الانخفاضات وحدها إلى إبطاء الانتشار بما يكفي لإحداث تأثير كبير".
وانتهى فيروس "سارس" بين عامي 2002 و2003 الذي قضى على حياة 800 شخص بعدما حل شهر الصيف، لكن جرى الإبلاغ عن وجود حالات موسمية من الفيروس ذاته في صيف 2014، وإن كان بأعداد قليلة.
تعليقات الفيسبوك