رغم وفاته قبل حوالي 22 عاما، إلا أنه ما زال حاضرا في المناسبات والاحتفالات والأعياد الدينية وحتى المحن التي تمر بها الأمة الإسلامية، ليكون صوت إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي علامة مميزة لأدعية شهر رمضان الكريم المنتظر بدايته خلال أيام قليلة.
ومع ذكرى ميلاده الـ109، وقبيل قدوم رمضان، تحدث الشيخ الشعراوي مسبقا في أكثر من لقاء له عن أهمية الاستعداد للشهر الكريم، أحدهم بحلقة تليفزيونية عبر القناة الأولى المصرية ترجع لعام 1979، قال فيها: "لا أحب أن يكون استقبال رمضان استقبالا تقليديا يأتى فيه العام بعد العام، ولا تكون في عام خير من العام الذي سبقه، ولو أننا استقبلنا كل مناسبة بما يناسبها لتأصل الخُلق فى الحياة، وتأصل الكمال فى الوجود، ولم تتضارب حركة الحياة عند الأحياء".
كما تحدث الشعراوي عن فضل الشهر الكريم الذي نزل فيه القرآن، "لذلك يطلب منا المولى عز وجل تكريما لهذا الحدث أن نستقبله بالصوم"، موضحا أن الصيام هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج في نهار رمضان، والشهوة هى شيء فوق الضرورة، والشيء فوق الضرورة يعتبر هواه ويعتبر شهوة، فإذا كان الحق سبحانه وتعالى قد أنزل القرآن فى ذلك الشهر، والقرآن هو حامل منهج الله، والمعجزة لتصديق رسول الله.
وتابع ذلك أن ذلك الحدث يوضح للإنسان حركة حياته المستقيمة الهادفة المهدية بمنهج الخالق، ويذهله عن مقومات مدته، قائلا: "أن يذهل الإنسان عن شيئين هو بما به بقاء الذات من الطعام والشراب، وما به بقاء النوع وهو الأمر المعروف بين الرجل والمرأة".
وأوصى وزير الأوقاف الأسبق ألا تكون التحية والفرح باستقبال رمضان صورية، لذلك يجب عيش وقته كما أراده الله بتعاليم الكتاب، حيث أنه من الخطورة أن تقتصر الحفاوة بأي مناسبة دينية على زمنها فقط، لأنها جاءت في سلسلة دين يجب أن يعيشه الناس، كل الناس، الزمن كل الزم، مضيفا: "الحق سبحانه وتعالى حين يخلق خلقه، ولله المثل الأعلى، نضرب المثل بالصانع حين يريد صنعة، أنه قبل أن يصنع الصنعة، يضع في نفسه مهمة هذه الصنعة، ويضع في نفسه مقاييس هذه الصنعة، ويضع لها ما يناسبها حتى تؤدي مهمتها، إذن فالغاية من الصنعة تسبق الصنعة، كذلك الغاية من الإنسان تسبق خلق الإنسان".
تعليقات الفيسبوك