أماكن عديدة تحولت إلى مدن أشباح، شوارعها خالية من السكان بسبب فرض حظر التجوال وبقاء الناس في منازلهم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وكان من بينها ولاية لاس لاس فيجاس الأمريكية الشهيرة والتي عرفت باسم "المدينة التي لا تنام" ، نظرا لاعتبارها مقصدا دائما وجنة المقامرة، والتي أصبحت حاليا خالية تماما.
وتستعرض "الوطن"، فيما يلي، أبرز الأماكن التي هجرها سكانها وأصبحت مجرد أماكن للأشباح ، وفقا لموقع "بورد باندا" الأمريكي.
بريبات
في الساعة الواحدة و23 دقيقة من صباح يوم 26 أبريل عام 1986، استيقظ سكان مدينة بريبات الأوكرانية على كارثة ليس لها مثيل، إذ حدث انهيار داخل المفاعل رقم 4 في محطة الطاقة النووية السوفياتية في تشيرنوبل، وأدى الانفجار الذي أعقب ذلك، إلى اشتعال النيران والمواد المشعة في سماء مدينة "بريبيات" القريبة، التي بنيت لإيواء علماء المصنع والعاملين فيه.

واستغرق الأمر 36 ساعة قبل إجلاء سكان البلدة البالغ عددهم 49 ألف نسمة، وعانى الكثيرون في وقت لاحق من آثار صحية شديدة نتيجة تعرضهم لفترة وجيزة للإشعاعات المتسربة من المفاعل.
أغلقت السلطات السوفيتية في وقت لاحق منطقة استبعاد شملت 18 ميلاً حول تشيرنوبل، تاركة "بريبيات" مدينة أشباح مهجورة، وقد عانت المدينة منذ ذلك الحين منذ ما يقرب من ثلاثة عقود كتذكير مروع بالكارثة، حيث تحطمت مبانيها وأصبحت البيوت مهجورة بالكامل بعدما تصاعدت نسبة الإشعاع إلى حد خطير.
وتحولت المدينة المهجورة إلى مقصد للحيوانات البرية بعدما كانت في السابق عبارة عن شقق مزدحمة ومجمعات رياضية ومدينة ملاهي، وفي مكتب بريد البلدة، لا تزال مئات الرسائل من عام 1986 تجلس في انتظار إرسالها بالبريد.
ورغم أن مستويات الإشعاع أصبحت منخفضة للسماح للسكان السابقين والمصورين بزيارات قصيرة، إلا أن العلماء أكدوا أن الأمر قد يستغرق عدة قرون قبل أن تصبح المدينة آمنة مرة أخرى للسكن.
قرية أورادور سور جلان
عرفت قرية "أورادو" بقرية الفن قديما بالنسبة للفرنسيين، ولكن في ظهر يوم 10 يونيو 1944، اشتهرت كونها مسرحا لواحدة من أسوأ المذابح التي حدثت في التاريخ، حيث قامت فرقة من الضباط النازيين بإلقاء القبض على سكان البلدة من المدنيين الفرنسيين خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

وقتل النازيون، حينها، 642 شخصا وأحرقوا معظم منازل السكان، كما تم اقتياد الرجال إلى الحظائر وقتلهم بالرصاص، أما النساء والأطفال فتم حبسهم في الكنيسة وقتلهم بإلقاء المتفجرات والقنابل عليهم، ونجا من المذبحة عدد قليل الذين اضطروا للفرار إلى الغابة في وقت لاحق.
وأمر الرئيس الفرنسي شارل ديغول، بترك أنقاض البلدة القديمة المحترقة دون تغيير كنصب تذكاري للضحايا، وبناء قرية جديدة على مقربة منها بنفس الاسم بعد انتهاء الحرب.
ولا تزال واجهات العشرات من المباني المبنية من الطوب وواجهات المتاجر المتفحمة، وكذلك مقابر السيارات الصدئة والدراجات، وآلات الخياطة المتناثرة ومسارات الترام غير المستخدمة، وأصبحت قرية مهجورة بالكامل بعدما لم يتمكن أحد من زيارتها بسبب عنف المأساة التي وقعت بها.
جزيرة هاشيما
تعرف جزيرة هاشيما حاليا بكونها متاهة من الخرسانة المتداعية والجدران البحرية والمباني المهجورة، لكنها كانت ذات مرة من بين أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان على هذا الكوكب.
تقع الجزيرة الصغيرة قبالة ساحل ناغازاكي، واستخدمت لأول مرة عام 1887 كمستعمرة منجم للفحم، وتم شراؤها في وقت لاحق من قبل شركة ميتسوبيشي، التي قامت ببناء بعض المباني الخرسانية المسلحة الأولى متعددة الطوابق في العالم لإيواء سكانها.

وظلت "هشيما"، خلية نشاط لعقود العديدة، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما أجبر اليابانيون آلاف العمال الكوريين وأسرى الحرب الصينيين على الكد في مناجمها، وبحلول الخمسينيات، كانت الصخور التي تبلغ مساحتها 16 فدانًا ممتلئة بالسكان، ووجد معظم العمال أن الظروف الضيقة غير قابلة للعيش، وتم التخلي عن المدينة على الفور بعد إغلاق المنجم في عام 1974.
وتم افتتاحها رسميا في عام 2009 كمقصد للسياح، ولا تزال بها الأطلال والسلالم والشقق المنهارة، بعدما تحولت لمدة 40 عاما لجزيرة أشباح لا يقصدها أحد.
فاروشا
في أوائل السبعينيات، كانت شواطئ "فاروشا"، في قبرص واحدة من أكثر ملاعب المليونيرات شعبية في البحر الأبيض المتوسط، ومن المعروف أن المشاهير مثل إليزابيث تايلور وبريجيت باردو يستمتعون بالرمال والشمس في فنادقها الراقية على شاطئ البحر.
وكل ذلك تغير في أغسطس 1974، عندما غزت تركيا قبرص واحتلت الثلث الشمالي ردا على انقلاب بقيادة اليونان، ما أدى لفرار سكان فاروشا البالغ عددهم 15 ألف شخص من المدينة، خوفا على حياتهم، تاركين أشياءهم الثمينة وسبل عيشهم وراءهم، وافترض معظمهم أنهم سيعودون بمجرد توقف القتال، لكن الصراع السياسي المستمر أدى إلى تبديد أحلامهم، وأصبحت المدينة مجرد أطلال يحرسها الجنود الأتراك.

ووصفت المدينة بكونها مدينة أشباح متداعية، نمت الأشجار من خلال طوابق المطاعم والمنازل، وتم نهب أو تدمير معظم ممتلكات السكان السابقين.
بودي
تأسست بلدة "بودي" بولاية كاليفورنيا الأمريكية رسميا عام 1876، بعد أن عثر عمال المناجم على رواسب غنية من الذهب والفضة في سفوح التلال.
وتوافد المنقبون على البلدة طمعا في الحصول على الذهب بمعدل أكثر من عشرين شخصا في اليوم الواحد بأواخر سبعينيات القرن التاسع عشر، وارتفع عدد سكانها في النهاية إلى حوالي 10000 شخص.

وسرعان ما عرفت بأنها "بحر الخطيئة" المليئة بالرجال والعاهرات والبغايا وأوكار الأفيون، وبحلول القرن التاسع عشر، أصبحت بنيتها التحتية ضعيفة للغاية، ومع الوقت تضاءل عدد سكانها حتى أربعينيات القرن الماضي، عندما تم شحن آخر السكان أخيرًا.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت "بودي"، معروفة كواحدة من أكثر مدن الأشباح المحفوظة جيدًا في البلاد، وتم الاحتفاظ بمبانيها المتداعية البالغ عددها 200 مبنى في حالة "اضمحلال متوقفة" من قبل حراس الحديقة، ويأتي السياح إلى المدينة سنويا لاستكشاف كنيستها الميثودية وصالونات الحلاقة ومكتب البريد، بالإضافة إلى أطلال قبو بنك محترق.
كراكو
يعود تاريخ هذه المنطقة التاريخية إلى عام 540 قبل الميلاد، عندما انتقل الإغريق إلى المدينة الإيطالية من بلدة "ميتابونتو" الساحلية ومنطقة مونتيدورو.
وفي عام 1656، ضرب الطاعون المدينة وقتل مئات من السكان، إلا أنه خلال الفترة من عام 1892 حتى عام 1922، هاجرت شريحة كبيرة من السكان إلى أمريكا الشمالية بسبب الظروف الزراعية السيئة.

ثم في عام 1963، بدأ إخلاء كراكو بسبب انهيار أرضي، وضربها زلزال آخر في عام 1980، ليتم إخلائها بالكامل، وتصبح مجرد مدينة مهجورة، ويتم استخدامها في تصوير الأفلام مثل فيلم "The Passion of The Christ".
دانوشكودي
كانت "دانوشكودي"، مدينة هندية بسيطة، مليئة بالحياة والضحك، وكان الناس يستمتعون بمناظر بحر "لاكادايف"، من جهة، ومضيق "بالاك" من جهة أخرى، وتغير كل ذلك عندما ضرب إعصار "رامسوارام" عام 1964 المدينة.

ومع وصول الرياح إلى سرعة 280 كيلومترًا في الساعة (170 ميلاً في الساعة) وموجات المد والجزر بارتفاع 7 أمتار (23 قدمًا)، ضرب الإعصار المدينة في ليلة 22-23 ديسمبر 1964. وتوفي حوالي 1800 شخص في العاصفة الإعصارية.
وتسبب الأمر في إعلان حكومة "مدراس" أن "دهانوشكودي" مدينة أشباح غير صالحة للعيش، ولم يعد يعيش بها أحد.
واليوم هي وجهة سياحية شهيرة حيث يمكن للناس رؤية الآثار التي خلفها وكذلك التقاط صور ذات المناظر الخلابة، ولكن دون البقاء بها نظرا لكونها منطقة جغرافية غير مستقرة.
كولمانسكوب
في عام 1908، عثر عامل ببلدة "كولمانسكوب" في جنوب ناميبيا على قطعة من الألماظ وأبلغ مشرفه أوغوست ستوش بذلك، والذي كان يعمل مفتشا بالسكك الحديد الألمانية.

وأدى اكتشاف العامل إلى دخول عمال المناجم الألمان واستقرارهم في المنطقة لتعدين الماس، وبعد فترة وجيزة، أعلنت الإمبراطورية الألمانية المنطقة باسم "Sperrgebiet" كونها تابعة لها، وبدأت في استغلال حقل الماس، وتوافد الناس الذين أثارتهم الثروة الهائلة، وقاموا ببناء قرية على طراز بلدة ألمانية مع وسائل الراحة مثل المستشفى، وقاعة الاحتفالات، ومحطة الطاقة، والمدرسة، وزقاق البولينج، والمسرح والرياضة.
ومع الوقت بدأ حقل الماس في النضوب ببطء بعد الحرب العالمية الثانية، ما أدى إلى انخفاض عدد سكان المدينة، قبل أن يتم التخلي عنها بالكامل في عام 1956.
وفي الوقت الحالي هي مجرد مقصد للسياح ولكن لا يعيش بها أحد.
إلمو
عرفت مدينة "سانت إلمو" الأمريكية، بوجهة تعدين للذهب والفضة في عام 1880، واشتهرت باسم "فورست سيتي"، ولكن نظرًا لأنه تم تسمية مدينة أخرى بنفس الطريقة، تم تغييرها إلى "سانت إلمو" من قبل أحد الآباء المؤسسين، جريفيث إيفانز، الذي كان يقرأ رواية تحمل نفس العنوان.

ولكن صناعة التعدين بدأت في الانخفاض بها في أوائل عشرينيات القرن العشرين، وفي عام 1922، توقفت خدمة السكك الحديدية، وبمجرد إغلاق صناعة التعدين، بدأ سكان المدينة في الانخفاض بشكل كبير، ولم يعد يسكن بها أحد لتتحول إلى مدينة أشباح مهجورة.
وفي الوقت الحاضر، تعتبر "سانت إلمو"، مدينة أشباح، وتعد وجهة السياح الأولى.
كلمينو
كانت "كلمينو"، قرية صغيرة تعرف باسم "Westfalenhof"، في أوائل القرن العشرين في مقاطعة "بوميرانيا" الألمانية السابقة، وخلال الحرب العالمية الثانية، فتح الألمان معسكرًا لأسرى الحرب في المنطقة، حيث تم احتجاز الجنود البولنديين والمدنيين وضباط الجيش الفرنسي بها.

وفي يناير 1945، تم تحويلها إلى قاعدة عسكرية تسمى "جورديك"، بعدما احتلها السوفيت، وعاش بها حوالي 6000 جندي، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه تمت إعادة تسمية القرية البولندية إلى "كلمينو".
وعرضتها الحكومة البولندية للبيع ولكن لم يكن هناك أحد مهتما بشرائها وبها عدد قليل للغاية من السكان الذين تركوها فيما بعد، الأمر الذي دفع الحكومة إلى مغادرتها لتصبح قرية أشباح ويعيش بها حاليا 5 أشخاص فقط.
تعليقات الفيسبوك