لا يستغنى الكثيرون عن التصوير في حياتهم، لتوثيق كل ما يمرون به، سواء كان من أشخاص عادية أو مصورين يعتبر مهنتهم، وحاليا بالتأكيد لا يوجد عائق لدى أي شخص لالتقاط أي صورة ملونة كانت أو متحركة أو حتى 360 درجة، بسبب التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي وصل إليها العصر الحالي، فالكاميرا الآن متوفرة بكثرة وأصبحت في متناول الجميع تقريبا.
ولكن الوصول لكل تلك التكنولوجيا، بالطبع لم يأت في يوم وليلة، وربما لم يخطر على بال الكثيرين كيف تحول عالم التصوير الأبيض والأسود إلى الألوان؟ وما جرى استخدامه لتلوين الصور؟ وبواسطة من؟ إجابات كل هذه الأسئلة في السطور التالية.
كيف جرى تلوين الصور لأول مرة في التاريخ؟
ما لا يعلمه البعض أنه جرى استخدام نشا البطاطس أو البطاطا لتلوين أول صورة في العالم، من خلال الشقيقان أوجست ولويس لوميير، وكان ذلك في عام 1907، حيث تمكن الثنائي من تحويل عالم التصوير الأبيض والأسود إلى الألوان عن طريق اختراعهما الشهير باسم "تقنية أوتوكروم لوميير"، وفقاً لموقع "إندبندنت" البريطاني .
التكنولوجيا الحديثة حينها، التي ابتكرها الشقيقان عصفت بالعالم لتكون أول طريقة حيوية لخلق الصور بالألوان، حيث كانت تستغرق تلك التقنية وقتا كبيرا جدا، فهي عبارة عن تغطية قرص زجاجي باستخدام طبقة رقيقة من نشا البطاطا مصبوغة باللون الأحمر والأزرق والأخضر من أجل إعداد فلتر.
وبعد إضافة طبقة رقيقة من مادة سائلة "مستحلب"، يجري قلب اللوحة، ثم تتعرض للضوء لفترة كبيرة، فالضوء الذي ينعكس من خلال النشا الملون سيطبع على الصورة وينقل الأشكال الواقعية.
هذه التقنية التي أصبحت قابلة للنقل، جعلت المصورين حينها بإمكانهم السفر في جميع أنحاء العالم والتقاط صور لثقافات مختلفة لم تكن ترى بالألوان من قبل.
وبين "صور الوجوه وأطفال يلعبون في الصحراء والتجارب القاسية للحرب العالمية الأولى".. كانت تلك هي أول الصور التي أمكن رؤيتها مثل الحقيقة.
واستخدم بعض المصورين الأكثر تأثيرا في العالم هذه التقنية، على سبيل المثال ألفين لانجدون، حيث استخدمها لتخليد الأسماء المشهورة في التاريخ بما في ذلك الفرنسي هنري ماتيس، والمؤلف مارك توين، والكاتب المسرحي جورج برنارد شو.
كما التقط مصورون آخرون صورا لعجائب الدنيا، بدءا من أهرامات مصر، مرورا ببرج قلعة القدس، ووصولا إلى تتويج ملك كمبوديا مونيفونج، في عام 1928.
ورغم براعة تقنية "أوتوكروم لوميير" التي حولت الصور الأبيض والأسود إلى ملونة، إلا أنها أصبحت أقل استخداما بداية من عام 1931، عندما عملت شركة "كوداكرون" على تطوير طريقة أكثر كفاءة للتصوير الفوتوجرافي الملون.
تعليقات الفيسبوك