حظر وعزل صحي، وفيروس يحتل اهتمام الشعوب، لكن الحياة مستمرة والذكريات كالنيران لا تختبئ وإنما تعلن عن نفسها، فرغم انشغال العالم بأخبار فيروس كروونا المستجد، إلا أن هاتف الإعلامية نهال كمال، أرملة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وابنتيه آية ونور، لم يتوقف طوال نهار ذكرى ميلاده الذي يوافق 11 أبريل، فالأسرة التي احتف لسنوات بعيد ميلاد الخال لا تزال حتى يومنا هذا تستقبل تهان مغلفة بالتعازي في الذكرى التي حولت شهر أبريل لشهر دائم الاحتفالات.
حتى قبل رحيله في شهر ميلاده، كان أبريل هو شهر الأبنودي بامتياز، فما أن تحتفل الأسرة احتفالها الخاص حتى تتوالى الأفراح ليحتفل به في كل محافظات مصر وسط الناس الذي كان يتنفس حبهم، وفقا لوصف نهال كمال.
وتتابع في حديثها لـ"الوطن"، لا يزال الخال يعيش في القلوب، فرغم مرور 5 سنوات على رحيله، ورغم ما تمر به البلاد بل والعالم من أحداث خاصة بفيروس كورونا إلا أنني منذ الصباح استقبل الاتصالات للتعازي وفي ذكرى ميلاده، وكأنه لا يزال موجودا بيننا.
عيد ميلاد لا ينسى
تعود "كمال" لذكريات عيد ميلاد الخال في بركة السبع، حين تحولت الاحتفالية لزفة شعبية في الشارع، وخرج الأهالي للشوراع ومشي الأبنودي وابنتاه "أية ونور" وكانتا في طفولتهما، وساروا في زفة شعبية بالمزمار البلدي حتى وصلوا لنادي بركة السبع، حيث نُصب صوان كبير جمع المحتفلين بالأبنودي.
آخر عيد ميلاد
قبل وفاته بنحو 10 أيام كان عيد ميلاده الأخير الذي أصر على حضوره بعيدا عن المستشفى، وبالفعل خرج من المستشفى لقضاء عيد ميلاده، وحينها "عزم ناس كتير جدا، عزم المقربيين وناس من لندن، وهو زي ما يكون بيعزم الناس ليودعهم"، وفقا لأرملته.
كان اليوم صعبا على الرجل المريض، وكانت الأسرة تمر بلحظات عصيبة نظرا لإدراكهم مدى صعوبة اليوم عليه، لكنها كانت احتفالية كبري فلم تكن "تورتة واحدة لكن نحو 10"، تقول نهلة كمال: "لما وجدته يدعو الكثيرين للاحتفال بعيد الميلاد حاولت أقنعه بخطورة الأمر على صحته، وحينها قال: "أنا عايز كل الناس تيجي".
"كان حفل وداع"، هكذا تصف أرملته، كان "عايز يودع الناس، كان إحساسنا إن ده مكنش عيد ميلاد، كان قاصد يطلع يعمل كده، وحينها انتظر حتى الاحتفال بشم نسيم وعاد للمستشفى ليرحل عنا في يوم 21 أبريل.
تعليقات الفيسبوك