22 يوما قضتها مواطنة سويدية في مستشفى العزل بالعجمي بمدينة الإسكندرية، بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في مارس الماضي، لتغادر المستشفى بعد شفائها موجهة رسالة شكر للأطباء وطاقم التمريض عبر صفحتها بموقع فيسبوك.
ونشرت ميريت جبرائيل عبر صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، منشور عبرت به عن سعادتها لمغادرتها المستشفى وللتجربة الإيجابية التي مرت بها، وبالتعامل الجيد الذي لاقته من طاقم الأطباء وتمريض المستشفى وتماثلها للشفاء من الفيروس التاجي.

وقالت "ميريت" في منشورها:" قبل أي شيء، أود أن أشكر وكيلة أعمالي تيا جبرائيل، المنتج أمين المصري، المخرج، والداي".
وأضافت ميريت "حقا، أود أن أشكر عائلتي، أقاربي البعيدين، أصدقائي، والمعارف، الأشخاص الذين لم أسمع عنهم منذ سنوات، حتى أصدقاء أقربائي، الأشخاص الذين لا أعرفهم لدعائهم لي، وأمنياتهم لي بالشفاء العاجل وقلقهم علي، لقد كان أمرا ملفتا ولمس أعماق قلبي، إنه يشبه أن يدرك الشخص أخيرا من الذي يلتقط سماعة الهاتف ويسأل أو يرسل رسالة نصية أو حتى يسأل أحد أقاربائي عن احتجازي بالمستشفى، ومن لا يبالي بالأمر، ولكن كلنا مختلفون ونتصرف بشكل مختلف في تلك المواقف".

واستطردت "ميريت"،" بالرغم من أنه تم الاعتناء بي جيدت هنا، لا يمكنني أن أنكر أني لا أطيق الانتظار حتى أعود إلى المنزل، أنام في سرير وأجلس على كرسي أو أريكة بمنزلي، ولكن دعنا لا نخدع أنفسنا، إن هذا المرض خطير ويجب أن يعامل على هذا النحو، لقد كنت محظوظة لأنني دخلت إلى المستشفى في مرحلة مبكرة ولم تكن لدي أي أمراض كامنة".


وأوضحت السيدة السويدية "على الرغم من أن الأشعة أصدرت شفائي التام و نتيجة الاختبار ظهرت سلبية مرتين، الأطباء هنا نصحوني بالبقاء في المنزل لمدة أسبوعين آخرين، ربما يكون الأمر صارما بعض الشيء مقارنة بالتوصيات في بلدان أخرى ولكن السلامة أفضل من الندم".

ونصحت في منشورها "يرجى اتباع الإرشادات، الحصول على الحقائق مباشرة، ولكن بدون قلق، لأن ذلك لن يساعد أي أحد، نعم لقد شعرت بالذعر، في الغالب الذعر من عدم معرفة المكان الذي يتم نقلي إليه بعد إصابتي بالفيروس، لكني شعرت على الفور بالثقة والهدوء الداخلي عندما علمت أنه سيتم معالجتي وإعطائي الدواء الصحيح".
"أنا متأكدة من أننا سنلقي نظرة للوراء على تلك الفترة التي غيرت حياتنا والعالم 180 درجة، والصدمة التي مررنا بها جميعًا عندما تم وضع القيود بأنفسنا، ولكن بينما يتعين علينا قبول الموقف، وأننا أصبحنا أكثر إبداعا وابتكارا، وفي حالتي استخدمت زوجا من المقصات لتقطيع الطعام نظرا لأني لم أكن أمتلك سوى ملعقة من البلاستيك، إذ فاتني أن أحصل على المستلزمات الأزمة من بيتي".

وأضاف المنشور "أنا ممتنة للغاية لهذا الأمر حيث انتهى بي الحال بمشاهدة الأفلام التي لم أكن لأفكر أبدًا في مشاهدتها، والاستماع إلى نوع جديدًا من الموسيقى مثل (خالد حافظ) والذي يشبه كيكو ماتسوي، إنه أمر مثير للسخرية بالفعل، بينما كنت محجوزًة في غرفة رقم 332 بمستفى العجمي بالإسكندرية لمدة 22 يومًا، فقد فتحت لي بالفعل عالمًا جديدًا تمامًا، ولكني أعتقد أن تلك الفترة أظهرت لنا جوانب جديدة لأنفسنا، ربما كنا في بيئة استهلاكية أكثر، ونفكر بشكل أساسي في أنفسنا وأقل في الآخرين، وقد أعادتنا هذه الفترة التي نمر بها إلى الأساسيات والتكاتف واليقظة وربما حتى التخلي عن الضغائن، ويتخلى الشخص عن كونه سلبيًا ويحاول أن يكون إيجابيًا على نطاق عالمي، المزيد من الحب القليل من الكراهية".

وأكدت "ميريت"، أن "هذه الفترة علمتني إرسال الرسائل النصية على هاتفي، لم أكن أعلم أبدًا كيف أكتب مثل الاسكرتيرات، أنا بالتأكيد بعيدة كل البعد عن المراهقين أو البالغين السريعين في هذا الشأن، الكتابة على جهاز الكمبيوتر أو المراسلة النصية، لكن في هذه الفترة كنت أكتب كثيرًا جدًا، لقد أتقنت ذلك".
واختتمت السيدة السويدية رسالتها قائلة "شكرًا لكم جميعًا مرة أخرى، لن أنسى هذه التجربة أبدًا ولا عدد الأشخاص الذين كانوا يفكرون بي، ابقوا آمنين وبارككم الله جميعًا".
ووجهت شكرا خاصا للأطباء وطاقم التمريض بالمستشفى قائلة "شكر خاص للدكتور وليد مختار خضير على صبره معي، ميرفت وهدى لإبقاء غرفتي نظيفة، محمود ومحمد إبراهيم وسمر لرعايتهم لي بابتسامة كبيرة، على الرغم من أني لم أر وجوهم ولكن عيونهم كانت مبتسمة، من الغريب حقًا رؤيتهم جميعًا بدون أقنعة والنظارات والعتاد كله، يمتلك المرء صورة في رأسه طوال هذا الوقت، وعندما تراها بدون أقنعة، لا تبدو الصورة تمامًا كما في رأسك، شكرا للدكتورة ميرفت السيد مديرة مستشفى العجمى العام ومساعدتها الدكتورة تيسير مجدى، لمعاينتي طوال الوقت، أشخاص ذوو قلوب كبيرة اهتموا بي جيدا، بارككم الله جميعا".
تعليقات الفيسبوك