فى الوقت الذى تحولُ فيه الكمامة دون وصول الفيروسات إلى الجهاز التنفسى، فإنها تمنع «الصم» من التواصل مع الآخرين، لاعتمادهم إلى حد كبير على حركة الشفاه فى الفهم والتعبير عن الآراء.
السبب نفسه دفع أمريكية تدرس تعليم الصم وضعاف السمع فى جامعة كنتاكى، لعمل كمامات بها جزء «بلاستيك شفاف» حول منطقة الفم، وبمجرد الكشف عنها تلقت طلبات من ولايات مختلفة وكذلك تبرعات.
يصف سعيد سامى، مترجم إشارة، ومسئول جمعية الصم والبكم فى بنها، معاناة «الصم» مع الكمامة بأنها على جميع المستويات، أولها اقتصادية: «تباع بـ٨ جنيهات أو أكثر فى الصيدليات، وغالباً غير متوفرة، والمشكلة أن معظم الصم من مستويات اجتماعية متواضعة، وحالتهم المادية لا تسمح بشراء كمامة أو أكتر يومياً، خاصة أن التبرعات وحملات الدعم لا تقصدهم للأسف».
المستوى الثقافى أيضاً لتلك الفئة لا يسمح لها باستيعاب الأساليب السليمة لاستخدام «الكمامة»، بحسب «سعيد»: «من الصعب عليهم استيعاب كيفية ارتدائها وخلعها، وتجنب استخدامها أكثر من مرة أو وضعها فى أسطح ثم ارتداؤها».
أما مشكلة تواصل «الصم» مع الآخرين أثناء ارتداء الكمامة، فيرى «سعيد» أن الأمر يشكل صعوبة فى تواصل الأصم مع المترجم، خاصة أن بعض مترجمى الإشارة لا يجيدون التواصل بالأساليب الأربعة: «من المفترض المترجم يجيد التعبير من خلال لغة الشفايف، وتعبيرات الوجه، والإشارة باليد، وتفاعل الجسد، لكن للأسف غالبية المترجمين يعتمدون على حركة الشفايف واليدين، وهنا يكون هناك صعوبة فى التواصل بالكمامة»، أما تواصم «الصم» وبعضهم، فلا تحولُ دونه الكمامة، فيفهم بعضهم بعضاً بالحركات والنظرات.
تعليقات الفيسبوك