"بيلا تشاو.. تشاو تشاو ستا ماتّينا.. مي سونو زاتو".. كلمات أغنية إيطالية قديمة تعود لما قبل عشرات العقود، ولكنها عادت لتحتل مكانة ضخمة بين المواطنين بكافة أنحاء العالم، بعد أن أحياها المسلسل الأسباني "لاكاسا دي بابيل" La casa de papel، الذي تم طرح اليوم جزئه الرابع عبر شبكة قنوات نتفليكس العالمية.
تتناول أحداث الجزء الرابع محاولة "البروفيسور" وعصابته سرقة لقاح فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي يهدد البشرية من المعمل الخاص به، وسط أجواء من الإثارة والتشويق.
مسلسل "لاكاسا دي بابيل" الأسباني من إنتاج شركة "نيتفيلكس" العالمية، وجرى عرض الجزء الأول منه في مايو 2017، حيث تدور أحداثه حول فرقة محترفة بقيادة "البروفسور" التي تتولى تنفيذ عمليات لأماكن بالغة الأهمية في أسبانيا، مثل دار السكك الملكية ثم البنك المركزي الأسباني، مستخدمين قناع يحمل وجه الرسام الإسباني الشهير سالفادور دالي، وهو ما جعله من أشهر المسلسلات في العالم، لاسيما بعد إحيائه للأغنية التراثية الإيطالية "وداعا أيتها الجميلة".
كانت تلك الأغنية واحدة من أشهر أغاني المقاومة الإيطالية مسبقا، في دلالة على الثورة والتحرر من القيود، كونها صاحبة تاريخ طويل يمتد منذ أيام الحرب العالمية الثانية، حيث كانت من أبرز الأغاني الفلكلورية في روما، وظهرت مع العاملات الإيطاليات في حقول الأرز، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وفقا لموقع "الحرة" الأمريكي.
وكانت المزارعات الإيطاليات اللواتي عرفن باسم "mondinas"، ينشدوها خلال موسم إزالة الأعشاب الضارة، لاسيما في وادي "بو" شمالي البلاد، حيث كانت تلك مهمة شاقة وذات ساعات عمل طويلة وأجر بخيس، لتصبح أناشيدهن هي الأشهر ويحولها الفنانين إلى أغاني من أجل المقاومة لرفض الظلم وانعدام المساواة الاجتماعية.
وتعتبر "بيلا تاشو" إحدى هذه الأغاني، إذ نشرت فلاحات "mondinas" أناشيد أخرى للمقاومة الإيطالية، منها: "Se otto ore vi sembran poche" و"Sciur padrun da li beli braghi bianchi".
فيما بعد انتشرت عدة نسخ عديدة من أغنية "بيلا تشاو"، كان أولها بالقرب من إقليم بييمونتي الإيطالي عام 1906، لكن الكاتب الأصلي لكلمات الأغنية المعروفة حاليا مازال مجهولا، قبل أن تعيد إحيائها المقاومة الإيطالية بين عامي 1943 و1945 ضد الاحتلال النازي لإيطاليا ومقاومة الفاشية تحت ظل موسوليني.
في عام 2008، نشرت الصحيفة الإيطالية La Repubblica، تقريرا لم يثبت صحته حتى الآن، تزعم فيه أن لحن "وداعا أيتها الجميلة" من الممكن أن يكون مقتبس من أغنية ليهود أوروبا تُدعى Koilen والتي ألّفها Mishka Ziganoff عام 1919، ولكن ذلك الأمر مازال واحدا من الافتراضات العديدة بشأن أصل الأغنية.
ورغم السنون الطويلة التي أعقبت ذلك، إلا أن تلك الأغنية استمرت تتمتع بشعبية ضخمة وتحولت لعدة لغات منها العربية، قبل أن يعيدها بقوة مسلسل "لا كاسا دي بابيل"، عام 2017، لتحقق انتشار كبير وتصبح إحدى تمائم النجاح للمسلسل الأسباني.
تعليقات الفيسبوك