قام باحثون أميركيون وصينيون، بابتكار أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوقع المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، الذين سيعانون من مضاعفات رئوية خطيرة.
وذكرت ميجن كوفي، من كلية جروسمان للطب في جامعة نيويورك، لمجلة "كومبيوترز ماتيريلز أند كونتيوا"، أن من شأن هذه الأداة تمكين الأطباء من إعطاء الأولوية لعلاج بعض المرضى، خاصة أن الأنظمة الصحية العالمية لعدة دول حول العالم، استنفذت قدرتها الاستيعابية.
ويستخدم أطباء الجلد الذكاء الاصطناعي بالفعل، لتوقع المرضى المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الجلد، وفي حالة الإصابة بكورونا، وهو مرض لا يعرف عنه الكثير حتى الآن، يمكن للأداة أن تقود الأطباء في الاتجاه الصحيح لمعرفة المرضى المفترض منحهم الأولوية في العلاج، إذا كانت المستشفيات ممتلئة بالمرضى، بحسب أستاذ علوم المعلوماتية في جامعة نيويورك، المشارك في إعداد الدراسة، أناسي باري.
وكشفت الأداة الكثير من المؤشرات التي تفترض أن المريض قد يصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهي إحدى المضاعفات الناتجة عن كورونا، التي تملأ فيها السوائل رئتي المصاب، وتقتل 50% من الأشخاص الذين يصابون بها.
كما أوضح التحليل بواسطة خوارزمية ذكية لبيانات 53 مريضا مصابا بفيروس كورونا في مستشفيين في "ونزهو" في الصين، أن التغيرات في معدل إنزيم الكبد "ألانين أمينوترانسفيراز"، ومستوى الهيموجلوبين وإشارات الألم، كانت أكثر المؤشرات وضوحا لإمكانية حصول مضاعفات، ومع عوامل أخرى، سمحت الأداة تشخيص خطر الإصابة بالضائقة التنفسية الحادة بدقة تصل إلى 80%.
ولم تتمكن أعراض أخرى من كورونا مثل الحمى والأشعة المقطعية للرئتين والاستجابات المناعية القوية، من تحديد ما إذا كان المرضى الذين يعانون من الفيروس بشكل خفيف، قد يصابون لاحقا بمتلازمة الضائقة التنفسية، بالإضافة إلى أن العمر أو الجنس لا يعد من المؤشرات المفيدة، على الرغم من أن دراسات أخرى أشارت إلى أن المخاطر العالية تسجل لدى المرضى الذين هم في سن الستين وما فوق.
وصرحت "كوفي"، قائلة: "ثمة الكثير من البيانات التي تستخدمها الآلة للحصول على نتيجة، وهي مختلفة عما يعاينه الطبيب عادة"، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويقوم الفريق الآن ببعض المحاولات لتحسين عمل الجهاز من خلال بيانات من نيويورك، مركز تفشي الوباء في الولايات المتحدة، على أمل أن يكون جاهزا للاستخدام في أبريل.
تعليقات الفيسبوك