كان متواجداً قبل شهر في مستشفى إسنا التخصصي، يُباشر عمله كرئيس لوحدة العناية المركزة، حتى جاءته أنباء عن تحويل المكان بأكمله لحجر صحي لاستقبال عدد من المصابين بفيروس كورونا، فكان الدكتور شريف موسى، أول الموافقين على البقاء لعلاج الحالات من بين 7 أطباء وطبيبة واحدة من أصل 179 طبيباً وإداريا داخل المستشفى: "جالنا تعليمات أن المكان هيتحول لعزل دلوقتي، وهنبدأ إجراءات دخول العيانين".
مشاعر متضاربة مغلفة بالخوف والحذر يتخللها حديث الأهل الذي يطالبهم بالعودة سريعًا خوفًا عليهم من العدوى وإصابتهم بمكروه، قرروا جميعًا غلق هواتفهم فى أول يومين حتى لا يتأثروا بتلك العبارات المحملة بالمحبة من الأهل والأبناء: "مراتى فضلت تكلمني وتعيط وعايزاني أسافر، وكل زمايلي اللي معايا أهلهم فضلوا يكلموهم، طب لو مشينا وسبنا الحالات دي مين هيعالجها دي أمانة هنتحاسب عليها".
اختار أن يؤدى مهمته الإنسانية بنجاح بدأ فى استقبال 75 حالة من بينهم 45 أجنبيا إيطاليين وألمان وأمريكان وغيرهم، خضعوا جميعًا لبرتوكول علاج وخطة مميزة كانت نتاج بحث وقراءات استخلصوا منها الملائم للبيئة المصرية: "بعد ما تعافوا بعتولنا جوابات شكر والقنصلية الإيطالية فضلت تشكر فينا كتير وخرج 42 شخصا على بيتهم معافين تمامًا"، فرحة الانتصار أنستهم تعب الأسبوع الأول والسهر حتى الصباح والعمل المتواصل دون راحة، جاءت لتعوضهم عن كل جهد بذلوه لخدمة وطنهم: "المشكلة إن عددنا كان قليل ومعانا 60 ممرضة بس والمفروض كل مريض يكون معاه 2 على الأقل، حاولنا بأقل الإمكانيات المتاحة منقصرش وبفضل الله نجحنا".
يحكي أن المصريين جميعهم تعافوا وجاء أهاليهم لاستقبالهم بالفرح والامتنان وعبارات الشكر التى انهالت عليهم كالمطر من السماء، لحظة لن ينساها الطبيب يرويها بسعادة بالغة: "رغم إن الوضع كان صعب ومرهق إلا أن كفاية علينا فرحة الناس ودعمهم المعنوى لينا وتقديرهم لجهدنا".
لم تكن الصعاب مقتصرة فقط على العلاج بل التعامل مع المرضى الأجانب الذين لا يتحدثون العربية ولا الإنجليزية وتعثر عليهم فهمهم ما دفعهم للاستعانة ببرامج ترجمة فورية للتواصل معهم بشكل جيد: "ساعات الشبكة كانت بتقطع لكن كان معانا زميل لينا بيعرف إيطالي ساعدنا وخرجنا بعد 22 يوما بنعرف ألماني من كتر كلامنا معاهم". يقولها مازحًا، مؤكدًا أنها تجربة لن ينساها أبدًا يشعر فيها بالفخر ودوره كطبيب على أتم استعداد لخدمة لبلده: "قبل العزل كان لينا مرتبات متأخرة ومع ذلك كل ده مفرقش معانا لما حسينا إن البلد محتجانا ونفسنا نقابل الريس".
تعليقات الفيسبوك