مع تفشي فيروس كورونا المستجد بدول العالم، حذرت منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة بالتحرك بسرعة لاحتواء المرض وإنقاذ الأرواح، والاستعداد لمواجهة الجائحة عبر الأخذ بعين الاعتبار أربعة سيناريوهات محتملة والتعامل معها جميعا بنفس الوقت، لكن رغم التحذيرات هناك دول تجاهلت الأمر مثل البرازيل وبيلاروسيا.
ورغم تسبب فيروس كورونا المستجد في وفاة 57 حالة حتى الآن، وإصابة 2433 حالة إصابة في البرازيل، إلا أن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، لم يعطه اهتماما، إذ عبر عن اعتقاده، أمس الخميس، بأن "كوفيد 19" لن يسبب ضرراً في بلاده بالحجم الذي سببه في الولايات المتحدة، معتقدا أن السبب يعود لجهاز المناعة لدى البرازيلي وقدرته الصحية على مقاومة الوباء والفيروسات، بحسب ما ذكره موقع "العربية. نت".
وفي مؤتمر صحفي، أجاب الرئيس البرازيلي على سؤال عن وضع فيروس كورونا بالبلاد، وما إذا كان الوباء يهددها إلى المستوى الذي وصلت إليه الحال في الولايات المتحدة، قائلا: "أعتقد أننا لن نصل إلى ذلك المستوى، لأن البرازيلي مختلف، حتى يجب أن يخضعوه للدراسات، لأنه لا يتعرض لأي عدوى، فأنت تراه يقفز إلى المجاري هنا وهناك، ثم يسبح ويسبح، وبعدها يخرج من دون أن يحدث له شيء" وفقاً لتعبيره.
وفي تصريح آخر للرئيس البرازيلي، يعود إلى الاثنين الماضي، اتهم بولسونارو خصومه السياسيين والصحافة، بخداع البرازيليين "عمداً" حول مخاطر فيروس كورونا، وفقا لما ذكرته "سكاي نيوز"، واصفا المرض بأنه مجرد انفلونزا بسيطة" وقلل من خطورته.
كما هاجم حكام الولايات الرئيسية، خصوصاً ريو دي جنيرو وسان باولو، لأنهم أمروا السكان بالبقاء في منازلهم بعد وفاة 25 من أصل 1546 إصابة بالفيروس، وقال: "سيرى الناس قريباً أنهم وقعوا ضحية خداع هؤلاء الحكام والجزء الأكبر من وسائل الإعلام عندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا الجديد".
رئيس بيلاروسيا: المحاريث كفيلة بعلاج فيروس كورونا
وبخلاف البرازيل، هناك دولة أوربية لم تتجه فيها السلطات إلى تغييرات جذرية رغم أن أوروبا الآن مركزا لوباء فيروس كورونا، وهي دولة بيلاروسيا التي لا تزال حدودها مفتوحة، ولا يزال الناس يذهبون إلى أعمالهم، ولم تشهد أوراق المراحيض إقبالا غير اعتيادي ولا تزال مباريات الدوري الممتاز تنعقد وتُبثّ عبر التليفزيون، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وتعليقا على الوضع في بيلاروسيا، قال رئيسها ألكسندر لوكاشنكو، إنه لا حاجة لكي تتخذ بلاده أي تدابير وقائية، مضيفا أن المحاريث كفيلة بعلاج فيروس كورونا وهو ما أثار موجة من النقاش بل والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي في بيلاروسيا، لكن ما قصده بـ"المحاريث"، هو العمل بالزراعة.
وأضاف "لوكاشنكو"، أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، لأن كل الوافدين من خارج البلاد يخضعون للفحص الطبي، وذلك للكشف عما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا، لافتا: "يوميا تُظهر الفحوصات إيجابية اثنين أو ثلاثة أشخاص للإصابة بالفيروس - وعندئذ يوضع المصابون في الحجر الصحي قبل أن يُفرَج عنهم بعد أسبوع ونصف أو بعد أسبوعين".
فضلا عن تأكيد رئيس بيلاروسيا من خطورة القلق وضعف الحالة النفسية في مواجهة الفيروس، وقد أصدر أوامره لجهاز المخابرات في البلاد بـ "تعقّب الأوغاد" الذين ينشرون الذعر بين الجماهير.
تعليقات الفيسبوك