كشفت دراسة، أن أزمة الفيروس التاجي المستجد كورونا الذي يجتاح العالم، وعمليات الإغلاق اللازمة لمكافحته، يمكن أن تسبب في انتشار وباء آخر، وهو الشعور بالوحدة والاكتئاب لدى كبار السن.
وجد الباحثون، أن عزل من تخطت أعمارهم أكثر من 50 عامًا عن مرافق النقل والتجزئة والترفيه يساعد على زيادة مشاعر العزلة والاكتئاب، واستندت النتائج إلى استقصاءات تتعلق بمشاعر الوحدة والمرافق المحلية أجريت في فنلندا وبولندا وإسبانيا بين عامي 2011 و2012، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
سأل عالم الاجتماع خوان دومينيك أبيلا، من جامعة برشلونة وزملاؤه 5912 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا فأكثر من فنلندا وبولندا وإسبانيا عن شعورهم بالوحدة وشبكاتهم الاجتماعية، ومدى قابلية استخدام "البيئة المبنية" المحلية الخاصة بهم، والتي يعرّفها الباحثون بأنها "المساحة التي يصنعها الإنسان ويعيش فيها الناس ويعملون على أساس يومي".
وتشمل هذه البيئة جوانب مثل المساحات الخضراء والحدائق، تدفق حركة المرور، إمكانية الوصول والنظافة والجمال ونوعية الوجهات المحلية بما في ذلك الأماكن العامة المفتوحة، تصورات السلامة، تقسيم المناطق واستخدامات الأراضي، والكثافة السكانية.
توصل الفريق البحثي إلى أن 11% من المشاركين في الاستطلاع أفادوا بأنهم يشعرون بالوحدة، ويعاني 6.6٪ من اضطراب اكتئابي كبير، ويميل المشاركون الذين لديهم تصور إيجابي عن البيئة العمرانية في الجوار إلى الشعور بمستويات أقل من الوحدة، على الرغم من أن هذا لا يبدو أنه يؤثر على احتمالية الإصابة بالاكتئاب الشديد.
نظر الفريق أيضًا إلى مدى سهولة المشاركين في التجول في أحيائهم، إما للوصول إلى وجهات معينة، أو كشكل من أشكال النشاط الترفيهي، وقال الباحثون: "إن الإبلاغ عن انخفاض المشي في البيئة العمرانية كان مرتبطًا بشكل كبير باحتمال كبير للوحدة، خاصة بين أولئك الذين يعانون من اضطراب اكتئابي كبير".
ويترتب على ذلك، بحسب نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Health & Place، أن عمليات الإغلاق التي تعزل كبار السن عن المرافق المحلية والقدرة على التجول تزيد من احتمال الشعور بالوحدة والاكتئاب.
تعليقات الفيسبوك