بعد قرار وزارة التعليم العالي بتعطيل الدراسة، وجدوا أنفسهم في متسع من الوقت فكروا كثيرا كيف يستغلون وقت فراغهم؟ فلم يجدوا أفضل من مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، لحماية أسرهم من هذا الخطر الداهم وعلى طريقتهم الخاصة.
8 شباب في عمر الربيع، من أبناء قرية الرملة ببنها قرروا مواجهة كورونا، طوعوا العلم والتكنولوجيا التي اكتسبوها ورسخوها من خلال متابعتهم للأخبار والتعليمات ومقاطع الفيديو الصحية الموثقة، في تلك المهمة، وهي تعقيم مناطق التجمعات بقريتهم، من المساجد والكنائس وموقف السيارات، ثم أطلقوا إشارة التنفيذ.
"والدي متعود ينزل يصلي في المسجد وحاولت أقنعه أنه بلاش بس مرضيش".. لهذا السبب قرر أحمد يوسف، 24 عاما، الطالبة في كلية التجارة الإنجليزية بجامعة بنها، إيجاد حل لحماية والده العجوز، قبل قرار الأوقاف منع الصلاة الجماعة، فقضى ليلة كاملة يبحث عبر تعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية عن كيفية تعقيم المنزل والمسجد، ليتواصل في الصباح الباكر مع عدد من أصدقائه الذين أبدوا ترحيبهم بالفكرة وجمعوا المنظفات والمعقمات وأغطية الوجه واليدين، وسارعوا بالتنفيذ.
خلال 3 أيام فقط، تمكن الشباب الثمانية من تعقيم 50 مسجدا في بنها منها مجمع عمر بن الخطاب الشهير، بالإضافة للكنائس، ليكونوا الأول والأسرع في تلك الحملة، ويجذبوا أنظار العديد عبر مجموعتهم بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" التي أسموها "احنا بتوع التعقيم"، وتصل لهم تبرعات من أجل مساعدتهم في تطهير أكبر عدد ممكن من المناطق وشراء البدلات الواقية.
ببدلاتهم الصفراء الواقية الجديدة وأقنعة الوجه، قرر الفريق الشباب تعقيم موقف سيارات قرية الرملة، بالأمس، بعد تعقيمهم لدور العبادة، وفقا لقول "يوسف"، مضيفا لـ"الوطن": "قضينا اليوم اليل قبلها كله نعمل أزايز مطهرات علشان الناس تنضف بيها عربياتها بعد كل دور.. واهو بنستفيد بالإجازة وبنفيد غيرنا بردو، واحنا طول الوقت واخدين بالنا وبنعقم نفسنا كويس".
حرص شباب "الرملة" أيضا على طباعة أوراق إرشادية عن فيروس كورونا والفرق عن الإنفلونزا وطرق الوقاية، مع عبارة "خليك في البيت"، لتوزيعها على كافة المارة وقائدي السيارات، كما يخططون أيضا لتعقيم مستشفى المعلمين في بنها.
لم يقتصر الأمر لديهم على ذلك فقط، وإنما وضعوا في خطتهم أيضا مهمة مضايقة رواد المقاهي لمنع التدخين بينهم، كونه يضاعف من خطر الإصابة بكورونا، حيث قال الطالب بكلية التجارة: "قررنا نرخم على الناس في مناطق التجمعات والقهاوي علشان ميتجمعوش ويبطلوا تدخين، هنطفش الناس بالطريقة وبعدين نعقم المكان.. لأن لو واحد منهم اتصاب كل القرية ممكن يجلها واحنا خايفين على أهالينا، فلازم الكل يقعد في البيت".
يرى شباب قرية الرملة ببنها، أن ذلك دورهم البسيط لمساعدة الدولة في حربها ضد الفيروس القاتل، لذلك حرص الأصدقاء الثمانية على تنفيذ تلك الخطة يوميا، وهم "أحمد زغلول، ومحمد ناصر، ومحمد عبد الباسط، ومحمد أيمن، ومحمد قربه، ومحمد السيسي، وإبراهيم الغباشي، وأحمد يوسف".
تعليقات الفيسبوك