​

تعمل العديد من الدول في كل أنحاء العالم، بالبحث عن لقاح لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، منذ بداية ظهوره في نهاية ديسمبر الماضي في مدينة "ووهان" الصينية، بحسب شبكة "سكاي نيوز".

وبدأت بعض الدول في الكشف عن تطوير عقاقير لمواجهة فيروس كورونا، دخل بعضها مرحلة التجارب السريرية، وهي مرحلة متقدمة قبل إقرارها، حيث أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، يوم الثلاثاء الماضي، على عمل مئات العلماء حول العالم من أجل إنتاج لقاح مضاد للفيروس.

وكانت منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي، قد أوضحت في وقت سابق، أنه يجري تطوير 20 لقاحا، حيث يسعى الكثير من العلماء إلى إنتاج أدوية تهاجم الفيروس نفسه، في حين تسعى مجموعة بحثية في ولاية كاليفورنيا إلى نهج مختلف، يقوم على تحصين البروتينات في خلايانا التي يعتمد عليها الفيروس حتى يتكاثر.

ونرصد لكم في التقرير التالي، أبرز الأدوية التي تم التوصل إليها حتى الآن لمواجهة فيروس كورونا.

العلاج الصيني الياباني

قررت بكين رسميا، استخدام الدواء Avigan، الذي طورته اليابان لعلاج الإنفلونزا في معالجة الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، وذلك بعد أن وجدت أن الدواء فعّال من خلال تجارب سريرية أجرتها منظمتان طبيتان في البلاد.

وصرح مدير المركز الوطني لتطوير التكنولوجيا الحيوية في الصين، تشانج شين مين، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، بأن الدواء كان ناجحا في مكافحة الأعراض التي يسببها الفيروس مثل الالتهاب الرئوي، وليس له آثار جانبية.

وكان من الضروري للمسؤول الصيني أن يؤكد عدم وجود آثار جانبية، التي ربما تكون مدمرة أحيانا وتعيق إقرار أي دواء بسرعة.

وأضاف أن الاختبارات أجريت في مدينتي ووهان وشنزن وشارك فيها 240 مريضا و80 مريضا على التوالي.

وأوضح أن الأمر استغرق بين 4-11 يوما حتى تغيرت نتائج المصابين من فيروس كورونا من سلبية إلى إيجابية بعد تلقيهم العقار.

عقار بلاكنيل

كشفت مجموعة سانوفي الدوائية الفرنسية، عن نجاح دواء "بلاكنيل" المضاد للملاريا الذي تنتجه، في التوصل لنتائج واعدة في معالجة مرضى فيروس كورونا المستجد.

وأوضحت أنها مستعدة لأن تقدم إلى السلطات الفرنسية ملايين الجرعات منه، كافية لمعالجة 300 ألف مصاب بالفيروس، ويعد "بلاكنيل" عقار مكوّن من جزيئات "هيدروكسي كلوروكين" ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.

وبحسب الدراسة التي أجراها البروفسور راؤول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى الفيروس من أجسام ثلاثة أرباع هؤلاء بعد ستة أيام على بدء تناولهم العقار، وفق "فرانس برس".

علاج ألماني في الخريف

ذكرت شركة "كيور فاك" الألمانية، أن اللقاح الذي تطوره حاليا سيكون جاهزا قبل حلول الخريف المقبل، موضحة في بيانها، أن جهودها منصبة حاليا على تطوير لقاح قادر على القضاء على الفيروس، لكنها أكدت أنها لن تعلق على التكهنات التي تتعلق بالاستحواذ المفترض على الشركة أو عقاقيرها.

وأشارت إلى أن التكنولوجيا التي تستعملها مثل MRNA (الرنال المرسال) التي توضح أنها الحل الأسرع والأكثر فعالية لمواجهة سيناريوهات التفشي، مثل فيروس كورونا.

ونوهت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، أن المفوضية تتعاون مع الشركة الألمانية في تغريدة لها على "تويتر"، موضحة أن بروكسل منحت الشركة 80 مليون يورو للشركة.

وتابعت: "الشركة تعمل على تطوير تكنولوجيا واعدة ستحمي الأرواح في أوروبا والعالم".

وكانت تقارير إعلامية، قد أوضحت في وقت سابق، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عرض مبلغا كبيرا للمال على الرئيس التنفيذي للشركة دانيال مينيشيلا خلال لقاء جمع الاثنين مطلع مارس الجاري، مقابل نقل أعمال الشركة إلى الولايات المتحدة الأمر الذي نفته الشركة.

علاج كيزر الأمريكي

وحقن باحثون أمريكيون من معهد "كيزر" للبحوث في الولايات المتحدة الأمريكية، جرعات من اللقاح في أجسام 4 متطوعين، لاختبار لقاح مضاد لفيروس "كوفيد- 19".

وتحدثت الباحثة في معهد كيزر، ليزا جاكسون، قائلة: "نحن فريق فيروس كورونا في الوقت الحالي، وما من شخص إلا ويريد أن يقوم بما بوسعه خلال فترة الطوارئ الحالية".

كما تداولت وكالة أسوشيتيد برس، مقطع فيديو يظهر إحدى المتطوعات وهي تتلقى الجرعة الأولى المحتملة من اللقاح المطور لعلاج فيروس كورونا، فى تجربة سريرية لمحاولة إيجاد حل لهذا الوباء.

وقال المتطوعة بعد تلقيها أول جرعة: "أتمنى أن نتوصل للقاح فعّال سريع وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح ليتمكن الجميع من العودة لحياتهم الطبيعية في أسرع وقت".

وأكد الباحثون في المعهد، على تطوير اللقاح في وقت قياسي، مشيرين إلى أن النتائج ستعلن في وقت لاحق هذا الأسبوع.

علاج أسترالي

حصل باحثون استراليون على الضوء الأخضر من أجل إجراء التجارب السريرية على علاج ابتكروه لفيروس كورونا، ويتمثل دواء هؤلاء الباحثين بعقاقير استخدمت سابقا لعلاج الملاريا والإيدز في نحو 50 مستشفى بأستراليا، من المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية في نهاية الشهر الجاري، أي بعد أيام فقط.

وصرح مدير مركز الأبحاث السريرية في جامعة كوينزلاند، ديفيد باترسون، أن هناك مرضى لفيروس كورونا تم علاجهم بهذه الأدوية وكانت النتائج إيجابية، إذ اختفى الفيروس من أشخاص أصيبوا منه.

وأوضح باترسون المتخصص في الأمراض المعدية، أن فريقه يبحث حاليا عن متطوعين للمشاركة في تجربة سريرية كبيرة على مستوى أستراليا لمقارنة أداء العقارين منفردين أو مع بعضهما البعض، مضيفًا: "نريد أن نعطي الأستراليين أفضل علاج"، بحسب موقع "نيوز" الأسترالي.