شوارع إيطاليا خاوية بسبب فيروس كورونا
"لم أر الشارع لأكثر من أسبوع لشعوري بالخوف"، بتلك الكلمات وصفت الشابة المصرية إيمان فتحي، المقيمة في إيطاليا، الوضع المأساوي الذي يعيشه الجميع هناك في ظل التوغل المخيف لفيروس كورونا، الذي لا يفرق بين مواطن إيطالي وآخر مغترب.
بعد أشهر قليلة من بدء انتشار الوباء وخروجه للعالم، أصبحت إيطاليا في تطورات سريعة ومفاجئة، هي ثاني دول العالم تأثرًا بكورونا من حيث عدد الإصابات والوفيات بعد مصدره الأصلي الصين، إذ بلغ عدد الإصابات ما تجاوز الـ31500 حالة، فيما تجاوز عدد الوفيات حد الـ2500 شخص، ما اضطر الحكومة الإيطالية لفرض حجر صحي على الجميع في منازلهم في محاولة للحد من انتشار الوباء.

المصرية إيمان فتحي، التي كانت بدأت تخطو خطواتها الأولى كمذيعة للراديو حيث مقر إقامتها في العاصمة الإيطالية روما، تروي لـ"الوطن" كيف أجبرها الفيروس في وقت وجيز على البقاء في المنزل، اختباء من الفيروس الذي يطارد الجميع داخل البلاد.
وتقول فتحي: "الجميع يلزم منازله والحياة أصبحت مملة للغاية، حياتنا أصبحت خالية من أي نشاطات سوى الشعور بالخوف من الانتشار المخيف للفيروس، بالإضافة إلى الشعور بالملل والفراغ في بقاءنا مترقبين للوضع الذي يتطور سريعًا".
تضيف المقيمة المصرية في إيطاليا: "ربما الغناء يكون ملاذنا الوحيد والوسيلة الوحيدة لتغيير الأجواء قليلًا، شابًا إيطاليًا اقترح منذ أيام أن نخرج جميعًا عبر النافذات في الساعة السادسة لنغني سويًا، لكن بالطبع هذا النشاط لا يتجاوز مدة الثلث أو النصف ساعة، ومن ثم يعود الجميع للحجر المنزلي من جديد".
تصف إيمان الوضع في الشوارع الإيطالية التي باتت خالية حد وصفها: "لم أخرج لأكثر من أسبوع لأنني خائفة بالطبع، الشوارع أصبحت خالية بشكل مخيف، ماعدا من الأفراد الذين يضطرون للنزول من أجل شراء الأغراض من المتاجر أو الصيدليات".

وتواصل حديثها: "السلطات الإيطالية تجرم نزول أي شخص للشارع ماعدا لشراء الأغراض الضرورية، ولابد لمن يخرج أن يصطحب معه تقريرًا صحيًا يثبت عدم إصابته بالفيروس، ومن يخالف تلك التعليمات يواجه عقوبة السجن 3 أشهر وغرامة 300 يورو".
وعن كيفية التعامل في الأسواق خوفًا من انتشار العدوى بين المتسوقين تقول: "الأمن يفرض أن يدخل 10 أشخاص بحد أقصى للمتجر الواحد ولابد أن يكون هناك مسافة متر بين كل شخص وآخر، والبقية ينتظرون في الخارج وعليهم أن يتركوا مسافة متر أيضًا بين كل شخص وآخر".
إيمان فتحي: لن أعود لبلادي خوفًا على أهلها حتى لو سنحت الفرصة
الهروب من فزع كورونا في إيطاليا والعودة إلى الوطن لم يعد ممكنًا كما قالت إيمان: "حتى إن سنحت لي الفرصة للعودة إلى مصر لن أعود، أخشى أن أعود لبلادي وأنشر العدوى هناك، ليس لدي كورونا ولكن المرض قد يظهر أعراضه على الشخص خلال 14 يومًا، لذا لا أحد يضمن شيئا، لهذا السبب جميعنا نفضل البقاء".
وعن التعاون بين المصريين في إيطاليا توضح إيمان أنه اتخذ شكلًا خاصًا فيما بينهم: "دشنا مجموعات عبر موقع فيس بوك نستطيع التواصل من خلاله، نعرف أخبارنا منه ونطمئن على بعضنا البعض، كما نتابع الحالة الصحية للمصابين المصريين ونقدم المساعدة إذا كانت متاحة".
واختتمت إيمان حديثها عن تجربتها في إيطاليا مع وحش كورونا، منتقلة لتوجيه رسالة لأبناء وطنها مصر: "ما أريد أن أقوله للمصريين هو أن يتخذوا الأمر على محمل الجد، ويفعلوا كل ما بوسعهم لوقاية أنفسهم، عليهم اتباع تعليمات النظافة والوقاية لأنه ليس بالأمر الهين، وأشعر بالضيق عندما أرى مصريًا يتعامل مع الموقف بشيء من المزاح، خاصة وأني أعيش تجربة صعبة هنا".
تعليقات الفيسبوك